أدوية "الرجيم أو التخسيس".. أصبحت الكلاب والقطط هي الزبون القادم لتلك العلاجات التي تستهدف إنقاص الوزن، فلم يعد الأمر حكرًا على بين البشر الذين يسعون إلى إنقاص وزنهم بسرعة.. الآن قد يكون حيوانك الأليف هو المريض القادم المنتظر لشركات الدواء.
استخدامها للحيوانات
ومثل البشر تمامًا تعمل المكونات النشطة في هذه الأدوية على محاكاة هرمون «GLP-1»، الذي يجعل الناس يرغبون في تناول كميات أقل من الطعام.
وأعلنت إحدى شركات التكنولوجيا الحيوية مؤخرًا عن تجارب تُحاكي هذا التأثير لدى الكلاب، بهدف طرحها في السوق بحلول 2028، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ويأمل أن يُستخدم هذا العلم نفسه لقمع الشهية الشرهة لدى بعض سلالات الكلاب التي قد تؤدي إلى زيادة وزنها.
مخاطر على الحيوانات
يمكن أن يُقصّر الوزن الزائد عمر الحيوانات الأليفة، فالقطط البدينة، على سبيل المثال، تُواجه خطرًا أكبر للإصابة بمشكلات صحية، بما في ذلك داء السكري، والمسالك البولية، والسرطان.
أما الكلاب التي تعاني من زيادة الوزن فأكثر عُرضة للإصابة بأمراض مثل التهاب المفاصل، وأمراض القلب، ومشكلات التنفس، والسرطان.
ويُعدّ التعقيم، والتقدم في السن، وقلة النشاط، والإفراط في التغذية من بين العوامل التي قد تُسهم في هذه المشكلة. ووفقًا لتقرير صدر عام 2024 عن هيئة أغذية الحيوانات الأليفة في المملكة المتحدة، فإن 50% من الكلاب و43% من القطط تعاني زيادة الوزن.
حل سريع
من أهم مميزات الدواء أنه يساعد أصحاب الحيوانات الأليفة على تجاوز إحدى أكبر العقبات التي تعترض فقدان وزن حيواناتهم الأليفة.
وقالت الدكتورة إليانور رافان، جراحة بيطرية وخبيرة في علم الوراثة والسمنة لدى الكلاب في جامعة كامبريدج: "ما أظهرته أبحاثنا هو أنه إذا كان لديك كلب شغوف بالطعام، فعليك بذل جهد أكبر بكثير".
وأوضحت: "تساعد مثبطات الشهية في التحكم في شراهته، لكنها تأتي مع عيب رئيسي واحد، أن شهية الحيوان الأليف غالبًا ما تكون مؤشرًا مهمًا على صحته".
وتابعت: "أنصح أصحاب الحيوانات الأليفة، حرصًا على أموالهم، وربما لمصلحة حيواناتهم الأليفة، بمحاولة تعديل نظام كلابهم الغذائي وبرنامج التمارين الرياضية أولًا، لأنني أعتقد أن ذلك آمن وفعّال إذا تم تنفيذه جيدًا".
واستطردت: "إذا فشل ذلك، أو إذا كانت هناك حاجة مُلحة لإنقاص الوزن، فلا أرى سببًا يمنع أن تكون أدوية GLP-1 خيارًا معقولًا، طالما تم اختبارها في تجارب سريرية عشوائية مناسبة، واستباقية، ومصممة جيدًا، قبل طرحها على نطاق واسع في الممارسة العملية".
ضرر محتمل
يقول الخبراء إن هذه الأدوية قد تكون مفيدة لبعض الحيوانات التي تعاني زيادة الوزن، فإن استخدامها خارج نطاق البشر لا يخلو من المضاعفات أو احتمال التأثير الجانبي.
ويخشى بعض الخبراء من أنه إذا لم يتمكن البشر من معرفة ما إذا كان حيوانهم قد توقف عن الأكل، بسبب المرض أو لأن أدوية إنقاص الوزن تؤدي وظيفتها، فقد يكون ذلك خطيرًا.
وقالت رافان: "إذا توقفت القطط عن الأكل لبضعة أيام، فقد تُصاب بحالة تُسمى داء الكبد الدهني ومشكلات أخرى، التي قد تُهدد الحياة".