كشفت وكالة "رويترز" أن القيادة في إيران والمرشد الإيراني علي خامنئي، توصلا إلى توافق داخلي على استئناف المفاوضات النووية مع الغرب، معتبرةً إياها ضرورة حيوية لبقاء طهران.
وأفادت ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة لـ"رويترز"، بأن القيادة في طهران تميل الآن نحو المحادثات لأنها "رأت تكلفة المواجهة العسكرية" بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا، يونيو الماضي، وشملت ضربات إسرائيلية وأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية.
وتنظر المؤسسة السياسية الإيرانية الآن إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة باعتبارها السبيل الوحيد لتجنب "المزيد من التصعيد والخطر الوجودي".
انقسام داخلي وضغوط خارجية
أثارت هذه التوجهات الجديدة انقسامًا بين القيادة، إذ يرى بعض المتشددين أن الحوار كان "فخًا استراتيجيًا" أدى إلى تشتيت انتباه القوات المسلحة.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن استئناف المحادثات "لا يعني أننا ننوي الاستسلام"، موجهًا حديثه للمتشددين: "ألا تريدون الحوار؟ ماذا تريدون أن تفعلوا؟.. هل تريدون العودة إلى الحرب؟".
ويأتي هذا التحول في الموقف الإيراني في ظل تحذيرات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنهما لن يترددا في ضرب إيران مرة أخرى إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم.
مخاوف اقتصادية وشعبية واسعة
تتزامن هذه التطورات مع تزايد الشعور بالإرهاق من الحرب والعزلة الدولية بين عامة الإيرانيين، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ويعاني الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط ضغوطًا متزايدة، بسبب العقوبات وسوء الإدارة، كما تشهد المدن الإيرانية انقطاعات يومية للتيار الكهربائي، وتواجه البلاد تحذيرات من "حالة طوارئ مائية وطنية".
وعلى الرغم من الاستياء الواسع، لم تندلع احتجاجات واسعة النطاق، إذ عززت السلطات الإجراءات الأمنية وقمعت شبكات التجسس المزعومة، ولكن، عاد المعتدلون للظهور في وسائل الإعلام الحكومية، في محاولة يُفسرها بعض المحللين بأنها إشارة إلى إمكانية الإصلاح من الداخل.