بدأ اليوم الثلاثاء البابا فرنسيس، اليوم الثلاثاء جولة رعوية "رحلة سلام" تستغرق ستة أيام إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية ومدينة جوبا عاصمة جنوب السودان، وهما دولتان إفريقيتان أصابتهما آفة الصراعات طويلة الأمد، التي أدت إلى نزوح الملايين المدنيين، بسبب المجاعات والصراعات الأهلية .
تعد زيارة البابا فرنسيس للكونغو الديموقراطية، أول زيارة بابوية لهذا البلد منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني في 1985، إذ كانت تعرف آنذاك باسم زائير.
ويخطط البابا فرنسيس لإقامة قداس غدًا الأربعاء في العاصمة كينشاسا.
ومن المتوقع أن يلتقي بضحايا العنف في الصراع بين متمردين والقوات الحكومية في الجزء الشرقي من البلاد.
وقال البابا للصحفيين خلال رحلته: "أردت الذهاب إلى جوما لكن لا يمكننا ذلك بسبب الحرب"، في إشارة إلى مدينة في شرق الكونغو كان يعتزم زيارتها في الأصل قبل إلغاء تلك المحطة بسبب الظروف الأمنية.
كان البابا فرنسيس خطط مسبقًا زيارة مدينة جوما، في شرق البلاد المضطرب، ولكن تم إلغاء هذه المحطة بعد تجدد القتال بين الجيش وحركة 23 مارس المتمردة في المنطقة، حيث قُتل السفير الإيطالي وحارسه الشخصي وسائقه في هجوم على كمين عام 2021.
ويواصل بابا الفاتيكان جولته الإفريقية الجمعة بزيارة جنوب السودان.
تعد رحلة اليوم، الخامسة للبابا البالغ من العمر 86 عامًا إلى إفريقيا في بلد يعاني من الصراع والفقر، إذ يشكل الكاثوليك نحو نصف السكان ولطالما لعبت الكنيسة دورًا رئيسيًا في جهود بناء الديمقراطية.
كان من المزمع أن يجري البابا فرنسيس الزيارة في يوليو الماضي، إلا أنه تم تأجيلها، بسبب معاناة البابا البالغ من العمر 86 عامًا، من مرض مزمن في الركبة، ما أجبره على استخدام كرسي متحرك وعصا، لكن ركبته تحسنت بشكل ملحوظ، ما سمح له بالانطلاق في رحلته الخارجية رقم أربعين.
في الفترة التي سبقت زيارة البابا، أعرب الكاردينال فريدولين أمبونجو، رئيس أساقفة كينشاسا، عن استيائه من اللامبالاة المتصورة في العالم تجاه الاضطرابات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقال الكاردينال لـ"فرانس 24": "لا يمكننا أن نفهم ما يحدث في شرق بلدنا، ولماذا يزعم المجتمع الدولي والأمم المتحدة أنهم عاجزون عن التعامل مع مجموعة صغيرة من الميليشيات المسلحة".
وأضاف: "عندما تنظر إلى الوضع في أوكرانيا، إذ يتم نشر وسائل هائلة لاستعادة النظام، بينما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يقول المجتمع الدولي إنه عاجز، إنه أمر شائن"، معربًا عن اعتقاده أن "مجرد وجود البابا هنا سوف يضع جمهورية الكونغو الديمقراطية في قلب اهتمامات العالم".
جدير بالذكر أن رحلة البابا فرنسيس للكونغو تعد الخامسة إلى إفريقيا منذ انتخابه رئيسًا للكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم عام 2013.
وقام البابا الأرجنتيني برحلته الأولى إلى إفريقيا في نوفمبر 2015، استغرقت ستة أيام وشملت كينيا وأوغندا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وتلعب الكنيسة الكاثوليكية دورًا مهمًا في إدارة المدارس والمرافق الصحية في الكونغو، فضلًا عن تعزيز الديمقراطية.