الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سيطرة تدريجية.. نتنياهو يسعى لإقرار احتلال غزة في الاجتماع الأمني

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل خطة تدريجية للسيطرة على مناطق جديدة واسعة من قطاع غزة، ربما خلال خمسة أشهر، مما سيؤدي إلى نزوح نحو مليون فلسطيني جديد. والتي ستبدأ بالسيطرة على مدينة غزة ومخيماتها في وسط القطاع، مما يدفع حوالي نصف سكان القطاع جنوبًا نحو منطقة المواصي الإنسانية.

ورغم أن بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية ربما يعارضون الخطة، فإن تقارير متعددة قالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المرجح أن يحصل على أغلبية داخل مجلس الوزراء الأمني، عندما يعقد اجتماعه في السادسة مساء اليوم الخميس.

وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أنه خلال مناقشة أمنية استمرت ثلاث ساعات بين مجموعة أصغر يوم الثلاثاء، قدم رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير عدة خيارات لنتنياهو لمواصلة العمليات العسكرية في قطاع غزة.

وتشير التقارير إلى أن خطة نتنياهو تتمثل في دخول فرق وألوية مكثفة إلى ما يُقارب 20% من الأراضي التي لا يسيطر عليها جيش الاحتلال في قطاع غزة. وهي منطقة مكتظة بالسكان وتتعرض لقصف إسرائيلي كثيف، ووفقًا لتقديرات مُطلعة، فإن معظمها مُلغم ومُفخخ.

الأمر المهم الثاني هو السيطرة على خط العرض 70-80 شرق قطاع غزة. حيث يواصل السيطرة على محور فيلادلفيا، ومحور موراج، والحدود الشمالية.

ونقلت "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر عسكري: "الفكرة العملياتية لرئيس الأركان هي أن جنود الجيش الإسرائيلي لن يتعرضوا للهجوم بطريقة حرب العصابات، عندما يتضح أن المنطقة المعنية ملغومة ومليئة بالمتفجرات والكمائن".

فلسطينيون نازحون أثناء سيرهم على طريق ساحلي غرب بيت لاهيا
إخلاء غزة

وفقًا للقناة 12 العبرية، ستُصدر إسرائيل في المرحلة الأولى من الخطة إشعار إخلاء لسكان مدينة غزة، الذين يُقدر عددهم بحوالي مليون نسمة -أي ما يُقارب نصف سكان القطاع- بحجة إتاحة الوقت لإنشاء البنية التحتية المدنية في وسط غزة، بما في ذلك المستشفيات ومخيمات الإخلاء، ومن المتوقع أن تستمر هذه المرحلة عدة أسابيع. بعدها، ستشن إسرائيل بعد ذلك هجومًا عسكريًا في المرحلة الثانية.

وأفادت تقارير موقع "واي نت"، وهيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، والقناة 13 العبرية، أن الحملة العسكرية من المتوقع أن تستمر ما بين أربعة وخمسة أشهر، وأن تشارك فيها أربع إلى خمس فرق من جيش الاحتلال. فيما يُقدّر الجيش الإسرائيلي أن التقدم نحو احتلال المنطقة سيستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل، وأن عملية تطهير الأنفاق في المنطقتين قد تستغرق عامين آخرين؛ وفق "تايمز أوف إسرائيل".

وذكرت "كان" أنه بالإضافة إلى مدينة غزة شمال القطاع، فإن الخطة تقضي بتوسيع نطاقها لتشمل مخيمات وسط غزة، حيث لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من التوغل إلا بصعوبة بالغة حتى الآن. ومن المتوقع أن يستمر دفع السكان المدنيين نحو جنوب القطاع، فيما تجري عمليات في المناطق التي يعتقد أن المحتجزين فيها.

وتشير التقارير إلى أنه إذا كان وزراء اليمين المتطرف وراء هذه الخطة، فإن احتلال قطاع غزة يهدف إلى تهجير سكانه وبناء مستوطنات إسرائيلية على الأراضي الجديدة، وهي خطة ليست جزءًا من الأهداف الأصلية للحرب.

رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير وقائد المنطقة الجنوبية يانيف آسور في حي الشجاعية بمدينة غزة
خطوة للسيطرة

من المتوقع أن يسعى نتنياهو بحلول نهاية اجتماع الحكومة الأمني إلى الحصول على تفويض يسمح له ووزير الدفاع إسرائيل كاتس باتخاذ قرارات عملياتية، بما في ذلك خطوات تدريجية من أجل الخطة التي نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن هدفها دفع المزيد من سكان غزة سريعًا نحو منطقة المواصي الجنوبية، على أمل أن يخدم ذلك الخطة المعلنة لتشجيع الهجرة من غزة.

ووفقًا للقناة 12، يتمثل هدف آخر في إمكانية التوافق مع إطار عمل مقترح تقوده الولايات المتحدة لاتفاق شامل بين إسرائيل وحركة حماس؛ مشيرة إلى أنه "بينما قد تُوقف إسرائيل عملياتها في حال إقرار هذا الإطار، يرى مسؤولون أن ذلك مستبعد".

كما أشارت "كان" إلى أن هناك خطة بديلة مطروحة تتمثل في تطويق مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، ومنع وصول المساعدات إليها، وشن غارات دقيقة، بدلًا من اجتياح كامل، بهدف استنزاف حماس، لكن الجانب السلبي يكمن في أن الأمر سيستغرق وقتًا.

وبينما نُقل عن مسؤولين أمنيين إن هذه قد تكون خطوة أولية قبل السيطرة على هذه المناطق، أفادت التقارير أن نتنياهو رفض هذه الخطة.

وبحسب القناة 13، من المتوقع أن يشارك زعيم حزب "شاس"، أرييه درعي، في الاجتماع، وبينما يميل هو ووزير الخارجية جدعون ساعر إلى معارضة خطة الاستيلاء الكاملة، يتوقع المحللون أن يحصل نتنياهو على أغلبية لصالح الموافقة عليها.

في الوقت نفسه، سيعرض الجيش الإسرائيلي الليلة الثمن الذي قد يدفعه. حيث تشير التقديرات إلى أن معظم المحتجزين الأحياء، إن لم يكن جميعهم، سيموتون في هذه العملية، على الأرجح نتيجة نيران خاطئة من الجيش الإسرائيلي. أما الثمن الإضافي فهو عدد الضحايا العسكريين، والذي يقدره جيش الاحتلال بمئات الجرحى.

أما العبء على المجتمع الإسرائيلي، فسينعكس في التعبئة الفورية والواسعة النطاق لعشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وإعادة نشر جميع الألوية النظامية للقتال في قطاع غزة في الأيام المقبلة، حيث ستكون القوات مطالبة بالقتال كما هو محدد في الأشهر المقبلة، بما في ذلك جميع الأعياد اليهودية المقبلة.