تشهد الدنمارك، اليوم الثلاثاء، انتخابات عامة، من المتوقع أن تغير المشهد السياسي، يتنافس فيها ثلاثة مرشحين أساسيين لمنصب رئيس الوزراء، مع مرشح "جوكر" وحيد، لأنه قد ينتهي الأمر أن يكون لارس لوك راسموسن، رئيس الوزراء الدنماركي السابق، الذي ترك حزبه لإنشاء آخر جديد، هو "صانع ملوك"، مع الحاجة إلى أصواته لتشكيل حكومة جديدة.
المتنافسون على منصب رئاسة الوزراء في الدنمارك، من بينهم ميتي فريدريكسن، رئيسة الوزراء الحالية، التي قادت البلاد خلال جائحة كورونا، وتهدف إلى تعاون مع المعارضة لزيادة الإنفاق الدفاعي الدنماركي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، واثنين من النواب المعارضين من يمين الوسط، جاكوب إليمان جنسن، ورين بابي بوليسون، الزعيم الليبرالي، الذي يرأس حزب المحافظين.
خسر الزعيم الليبرالي السابق لوك راسموسن أمام "فريدريكسن" في عام 2019، وأنشأ حزبه الوسطي الجديد، في يونيو الماضي، ووفقًا لاستطلاعات الرأي، يمكن أن يحصل المعتدلون على ما يصل 10 في المئة من الأصوات.
وأكد كميل باس ولرت، الباحث السياسي الدنماركي، في مقال رأي نشرته صحيفة "ذي لوكال دنمارك"، أن "راسموسن" بعد أن شغل بالفعل فترتين كرئيس لوزراء الدنمارك، بين عامي 2009 و2011 ثم من 2015 إلى 2019، يبرز الآن كورقة "جوكر" في انتخابات هذا العام، بعد تأسيس حزبه المعتدل الجديد.
الموضوعات المحلية تهيمن على الحملات الانتخابية
ويمكن لأكثر من 4 ملايين ناخب في الدنمارك الاختيار من بين 14 حزبًا، اليوم الثلاثاء. فيما هيمنت الموضوعات المحلية على الحملات الانتخابية، بدءًا من التخفيضات الضريبية والحاجة إلى توظيف المزيد من الممرضات، وصولًا إلى الدعم المالي للدنماركيين، وسط التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتؤكد استطلاعات الرأي أنه من غير المرجح أن يحصل يسار الوسط ولا يمين الوسط في الدنمارك على الأغلبية، وهي 90 مقعدًا بالبرلمان المؤلف من 179 مقعدًا، لذلك يرجح أن يلعب "راسموسن" دورًا محوريًا في الانتخابات التي تعقد اليوم، قبل موعدها بسبعة أشهر، بحسب "أسوشيتد برس".
وقالت فريدريكسن، رئيسة الوزراء الدنماركية، التي استمرت أربع سنوات في منصبها، كان من المفترض أن تنتهي ولايتها يونيو المقبل: إنها تريد "حكومة واسعة مع أحزاب على جانبي الوسط السياسي".
وشددت على أن الدنمارك كباقي أوروبا، تمر بأوقات عصيبة ويجب على المشرعين أن يقفوا معًا.
إعدام حيوان "المنك" سبب الانتخابات المبكرة
وجاءت الانتخابات المبكرة في الدنمارك، بسبب انتقاد الليبراليين الاجتماعيين من يسار الوسط، طريقة تعامل حكومة "فريدريكسن" عام 2020، للقضاء على حيوان "المنك" في الدنمارك، خلال ذروة جائحة كورونا، لحماية البشر من تحور الفيروس.
انتقدت "لجنة المنك" في الدنمارك، المكلفة بالتحقيق في إعدام نحو 15 مليونًا من حيوان "المنك"، تصريحات رئيسة الوزراء خلال حملة الإعدام، وأدت عملية الإعدام إلى جدل حاد، لأن التشريع المطلوب لعملية الإعدام جاء بعد أكثر من شهر من بدء التخلص من "المنك"، وقالت اللجنة التي عينها البرلمان في نهاية المطاف، إن "فريدريكسن" كانت "مضللة بشكل فادح"، بينما قالت "فريدريكسن" إنها لا تعرف أن قرار الإعدام كان غير قانوني، لكن أصر الحزب الاجتماعي الليبرالي على إجراء انتخابات مبكرة أو مواجهة تصويت على الثقة.