تشهد إسرائيل، اليوم الثلاثاء، خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات، بعد أن دخلت تل أبيب دائرة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، هو نفس العام الذي شهد توجيه لائحة لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الأسبق، تتضمن اتهامات بالفساد، رغم نفيه لها، ويأمل الناخبون هذه المرة في كسر حالة الجمود بين السياسي الأكثر هيمنة في جيله ومنافسيه الكثيرين. فمن هم أبرز مرشحي سباق انتخابات الكنيست الإسرائيلي؟ وما فرصهم؟
بنيامين نتنياهو
يسعى نتنياهو، رئيس الوزراء السابق، من خلال الانتخابات الجارية العودة للحكم، ومن المتوقع أن يكون حزب "الليكود" اليميني، رغم ترنحه في استطلاعات الرأي، الفائز بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان، وبدعم من الأحزاب اليمينة المتشددة والدينية المتزمتة التي تؤيد شغله لمنصب رئيس الوزراء، يبدو أن نتنياهو (73 عامًا)، على أعتاب ضمان أغلبية برلمانية ترفعه لسدة الحكم.
وسبق أن أُخفق نتنياهو بعد الانتخابات الأربعة الماضية، في تشكيل الائتلاف اليميني الذي كان يطمح إليه.
يائير لابيد
يخوض سباق الانتخابات الإسرائيلية، اليوم، أيضًا رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد (58 عامًا)، وهو مذيع تلفزيوني ووزير مالية سابق، دخل معترك السياسة في أوج حركة احتجاج اجتماعية واقتصادية قبل نحو عقد.
ويحرز حزبه "هناك مستقبل" (يش عتيد)، الذي يأتي في المرتبة الثانية باستطلاعات الرأي، بعض الزخم التصاعدي، لكن معسكره الذي يتألف من طيف من الأحزاب المتحالفة متباينة الانتماءات من اليمين إلى اليسار أصغر من تكتل نتنياهو، بحسب "رويترز".
بيني جانتس
يترأس بيني جانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، حزب "الوحدة الوطنية" المنتمي ليمين الوسط، ويخوض السباق الانتخابي وسط توقعات بأن يفوز بمقاعد أقل بكثير مقارنة بحزبي "نتنياهو" و"لابيد"، إلا أن هذا لم يمنع قائد الجيش السابق جانتس (63 عامًا)، من إعلان نفسه المرشح الوحيد القادر على التفوق على "نتنياهو"، من خلال تشكيل تحالفات جديدة ورئاسة حكومة موسعة لإخراج إسرائيل من أزمتها الدستورية غير المسبوقة المستمرة منذ أربع سنوات.
إيتمار بن خفير
إيتمار بن خفير، برلماني قومي، قد يكون هو صانع الملوك بالنسبة لـ"نتنياهو"، ويُمثل اختبارًا لعلاقات إسرائيل الخارجية إذا تم تعيينه وزيرًا، وفقًا لـ"رويترز"، وأُدين "بن غفير" في عام 2007، بالتحريض العنصري ودعم مجموعة موجودة على قوائم الإرهاب في كل من إسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد "بن خفير" (46 عامًا) أنه نضج منذ ذلك الحين.
وتشير التوقعات إلى أن قائمة مشتركة تضم حزب "بن خفير" اليميني "القوة اليهودية" وفصائل أخرى، قد تأتي في المرتبة الثالثة، وتثير شعبيته المتزايدة بعض القلق في الداخل والخارج.
الأقلية العربية
يخوض الانتخابات أيضًا الأقلية العربية في إسرائيل (عرب 1948)، التي يمكن لأصواتها أن تُغير شكل الانتخابات، ويمثلون نحو 20 في المئة من سكان إسرائيل، ولا يحظون بالتمثيل المناسب في البرلمان، والكثير منهم يرون أنفسهم مرتبطين بالفلسطينيين بصورة أكبر أو يعرّفون أنفسهم بأنهم بالفعل فلسطينيون، ولطالما شكوا من التمييز ضدهم ومعاملتهم في إسرائيل كمواطنين من الدرجة الثانية، وقد يؤدي ضعف إقبالهم على التصويت لإزالة عقبة أمام "نتنياهو" وإهدائه نصرًا واضحًا. أما إذا جاء تصويتهم مرتفعًا فإن هذا سيدعم "لابيد"، الذي تضم حكومته الحالية لتصريف الأعمال حزبًا عربيًا للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل.
سبب اللجوء إلى انتخابات جديدة
تمكن "لابيد" وشريكه بالائتلاف نفتالي بينيت، في يونيو 2021، من إنهاء حكم "نتنياهو" القياسي الذي استمر 12 عامًا دون انقطاع، من خلال الجمع بين مجموعة متباينة من الأحزاب اليمينية والليبرالية والعربية ضمن تحالف وُلد هشا.
وبعد أقل من عام على حكمه، فقد التحالف أغلبيته الهزيلة بسبب الانشقاقات، وبدلًا من انتظار تحرك المعارضة للإطاحة به، حل التحالف البرلمان، ومن ثَمَّ التوجه لانتخابات جديدة.