شدد وزير الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبد العاطي على ضرورة طرح أفق سياسي لتحقيق تسوية عادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية المصري، اليوم الأربعاء، في أثينا، بنظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتيس، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
غزة والأزمات الإقليمية
ووفقًا للمتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، بحث الوزيران خلال اللقاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث شدد "عبد العاطي" على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة في القطاع وسياسة التجويع الممنهجة.
وأطلع "عبد العاطي" نظيره اليوناني على مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار، والجهود المستمرة التي تقوم بها مصر لنفاذ المساعدات الإنسانية والطبية.
وأشار وزير الخارجية المصري إلي الترتيبات الجارية لاستضافة مؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، إنه اتصالاً بعضوية اليونان في مجلس الأمن خلال عامي 2025-2026، استعرض الوزيران عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تناول اللقاء التطورات في ليبيا والأهمية البالغة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب وقت، وضرورة تفكيك المليشيات وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة، باعتبار ذلك الضمان الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.
كما تناول الوزيران الأوضاع في السودان وأهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار ونفاذ المساعدات، وأكد "عبد العاطي" على موقف مصر الداعم لمؤسسات الدولة السودانية، وضرورة واحترام سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السودانية.
تعزيز العلاقات الثنائية
أشاد "عبد العاطي" بالروابط التاريخية والعلاقات الوثيقة التي تجمع مصر واليونان، والتي شهدت دفعة قوية بعد زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أثينا يوم 7 مايو 2025، وانعقاد الدورة الأولى لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين والذى تم خلاله ترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية.
وأكد "عبد العاطي" على الاهتمام بتعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات، لاسيما في المجال الاقتصادي والتجاري والاستثماري من خلال تشجيع ودعم نشاط الشركات اليونانية ورجال الأعمال للعمل في السوق المصرية واستثمار الفرص والمزايا العديدة المتاحة في القطاعات المختلفة.
كما أكد وزير الخارجية المصري على أهمية سرعة تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين الذي يسهم في تحقيق أمن الطاقة لأوروبا ويحقق المصالح الاقتصادية المشتركة، بما يعكس قوة الشراكة بين البلدين.
كما أبرز الأولوية التي تمنحها مصر لسرعة تفعيل اتفاقية العمالة الموسمية الموقعة بين البلدين، وذلك في إطار الجهود المشتركة لمنع الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا الحرص على تعزيز التعاون في هذا المجال.
حماية دير سانت كاترين
من ناحية أخرى، جدد "عبد العاطي" التأكيد على التزام مصر الثابت بحماية المقدسات الدينية بما فيها دير سانت كاترين والحفاظ على المكانة الدينية المقدسة للدير وحمايته وعدم المساس بالأماكن الأثرية التابعة له نظرًا لقيمته الروحية ومكانته الدينية.
وسلط الضوء على تأكيد الرئيس المصري خلال زيارته الأخيرة إلى أثينا في 7 مايو وخلال الاتصالات مع رئيس الوزراء اليوناني بالتزام مصر الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية المقدسة للدير، موضحًا أن ذلك يعكس احترام مصر الكامل والثابت للطابع الديني والمقدس للدير في إطار قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان الراسخ في مصر على مدار التاريخ.
ورحب "عبد العاطي" بمرور خمسة أعوام على اتفاق تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين مصر واليونان والذي يعد نموذجًا يحتذى به للتشاور والتوافق، ويؤكد أنه مع توافر الإرادة السياسية يمكن التوصل إلى حلول منصفة وعادلة وقائمة على مبادئ القانون الدولي للبحار بما يراعى مصالح كافة الأطراف، وهو ما نصبو إليه في البحر المتوسط لتحقيق التنمية والازدهار لكافة شعوب المنطقة.