تسابق السلطات الصينية الزمن لاحتواء تفشي حمى شيكونجونيا - مرض فيروسي ينقله البعوض - بعد تسجيل نحو 8 آلاف إصابة خلال أقل من شهر، في مدينة فوشان بمقاطعة قوانجدونج جنوب البلاد.
وتبنت الحكومة إجراءات صارمة أشبه بتلك التي رافقت سياسة "صفر كوفيد"، إذ فرضت على المصابين البقاء في مناطق حجر صحي أو مستشفيات محاطة بشبابيك واقية لمنع انتشار العدوى، مع عدم السماح لهم بالمغادرة إلا بعد التأكد من خلوهم من الفيروس، بحسب صحيفة "إيكونوميك تايمز".
إجراءات استثنائية
ونشرت السلطات طائرات مسيّرة لتحديد بؤر تكاثر البعوض، كما أطلقت ما يُعرف بـ"البعوض الفيل"، التي تتغذى يرقاته على البعوض الناقل للفيروس. في الوقت ذاته، شوهد أشخاص يرتدون الكمامات وهم يرشون المبيدات في الشوارع والحدائق، فيما أطلقت أكثر من 5 آلاف سمكة تتغذى على اليرقات في بحيرات فوشان.
وطُلب من السكان التخلص من أي مياه راكدة، مع تكليف موظفي الأحياء بتفتيش المنازل، إذ حذرت السلطات من غرامات تصل 10 آلاف يوان "نحو 1400 دولار" أو ملاحقة جنائية لمن يتخلف عن التعاون، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
إلى جانب فوشان، سُجلت إصابات في 12 مدينة أخرى بمقاطعة قوانجدونج، بينما أكدت السلطات في هونج كونج، إصابة صبي يبلغ من العمر 12 عامًا بعد عودته من زيارة للمدينة. ودعا ليو قوه تشونج، نائب رئيس الوزراء الصيني، الأسبوع الماضي، إلى "بذل كل جهد ممكن" لمنع انتشار المرض داخل المقاطعة وخارجها، بحسب وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".
تحذيرات دولية
الانتشار المتسارع دفع المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لإصدار تحذير سفر إلى الصين. كما دعت منظمة الصحة العالمية مطلع الشهر الجاري، إلى تحرك عاجل لتفادي تكرار وباء 2004 - 2005، الذي اجتاح مناطق عدة من العالم، مشيرة إلى أن نحو 5.6 مليار شخص في 119 دولة يعيشون بمناطق معرضة لخطر الفيروس.
وتنتقل شيكونجونيا بشكل رئيسي عبر بعوضة الزاعجة، وتسبب أعراضًا تشمل الحمى وآلام المفاصل والصداع والطفح الجلدي، وقد تؤدي في حالات نادرة إلى مضاعفات عصبية أو قلبية. ومع أن معظم المرضى يتعافون بالكامل، إلا أن كبار السن والمواليد الجدد وأصحاب الأمراض المزمنة يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بمضاعفات خطيرة.
وبحسب مركز مكافحة الأمراض في قوانجدونج، فإن عدد الإصابات الجديدة شهد انخفاضًا طفيفًا، خلال الأسبوع الماضي، لكن السلطات حذّرت من أن الأمطار الغزيرة والفيضانات المرتقبة قد تعزز نشاط البعوض في الأسابيع المقبلة، ما يزيد صعوبة السيطرة على التفشي.