الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

80 عاما على قصف هيروشيما.. القوى العالمية تتبادل التهديدات النووية

  • مشاركة :
post-title
زائر يمر أمام قبة القنبلة الذرية في هيروشيما

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يحتفل العالم بالذكرى الثمانين لأول استخدام للسلاح النووي على مدينة هيروشيما اليابانية قرب نهاية الحرب العالمية الثانية، يحذر الخبراء من أن الكوكب أصبح أقرب إلى رؤية استخدام تلك الأسلحة مرة أخرى أكثر من أي وقت مضى منذ عقود، وفق ما نقلت عنهم شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وصباح اليوم الأربعاء، في منتزه هيروشيما التذكاري للسلام، استعد كبار الشخصيات والعدد المتناقص من الناجين لإحياء ذكرى اللحظة التي أسقطت فيها قاذفة القنابل الأمريكية من طراز B-29 السلاح الذري المعروف باسم "الولد الصغير"، 6 أغسطس 1945. وبعد ثلاثة أيام، دمرت مدينة ناجازاكي القريبة بواسطة قنبلة ذرية أمريكية ثانية.

الهجمات أودت بحياة أكثر من 110 آلاف شخص على الفور، في حين لقي مئات الآلاف حتفهم، بسبب الإصابات والأمراض المرتبطة بالإشعاع على مر السنين.

حتى يومنا هذا، لا تزال هذه هي المرات الوحيدة التي استخدمت فيها الأسلحة النووية في الحروب. ومع ذلك، لا تزال هذه الأسلحة تُشكل تهديدًا حقيقيًا في عصرنا الحالي.

وقال رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، اليوم الأربعاء: "إن الانقسامات داخل المجتمع الدولي بشأن نزع السلاح النووي تتعمق، كما أن البيئة الأمنية الحالية أصبحت أكثر خطورة على نحو متزايد".

وأضافت منظمة نيهون هيدانكيو، وهي منظمة شعبية يابانية من الناجين فازت بجائزة نوبل للسلام العام الماضي لسعيها إلى إزالة الأسلحة النووية، في بيان صدر قبل الحفل: "لم يتبق لدينا الكثير من الوقت، بينما نواجه تهديدًا نوويًا أعظم من أي وقت مضى. التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن هو تغيير الدول الحائزة على الأسلحة النووية التي تتجاهلنا حتى لو قليلًا".

وانعكست التوترات المعاصرة، الأسبوع الماضي فقط، مع تبادل التهديدات النووية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا. وشهدت الأشهر الأخيرة قيام الولايات المتحدة بضرب منشآت نووية إيرانية بقنابلها التقليدية القوية في محاولة لوقف البرنامج النووي لطهران.

وفي وقت سابق من العام الجاري، خاضت القوتان النوويتان - الهند وباكستان - صراعًا قصيرًا حول قضية السيطرة على كشمير التي طال أمدها، ما دفع زعماء العالم إلى التحرك وتجنب تصعيد خطير بين البلدين.

قال هانز كريستنسن، زميل مشارك بارز في برنامج أسلحة الدمار الشامل بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام: "نشهد اتجاهًا واضحًا نحو تنامي الترسانات النووية، وتصعيد الخطاب النووي، والتخلي عن اتفاقيات الحد من الأسلحة".

ولعبت الاتجاهات النووية المثيرة للقلق دورًا كبيرًا في قيام نشرة العلماء الذريين في وقت سابق من هذا العام، بتحريك "ساعة يوم القيامة"، التي تأسست عام 1947، إلى مسافة أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة على مستوى الكوكب، 89 ثانية قبل منتصف الليل.

وتحركت الساعة ثانية واحدة فقط من 90 ثانية، عام 2024، لكن تقرير عام 2025، يقول إن هذا الفارق الصغير لا ينبغي أن يكون سببًا للاحتفال. وجاء في بيان صحفي حول هذه الخطوة، "بما أن العالم أصبح بالفعل على حافة الهاوية، فإن أي تحرك ولو لثانية واحدة يجب أن ينظر إليه على أنه مؤشر على خطر شديد وتحذير لا لبس فيه بأن كل ثانية تأخير في عكس المسار تزيد من احتمال وقوع كارثة عالمية".

وتأخذ المجموعة أيضًا في الاعتبار تغير المناخ، والتهديدات البيولوجية مثل الأوبئة والأسلحة البيولوجية، و"التقنيات التخريبية"، على سبيل المثال، الاستخدام الشرير للذكاء الاصطناعي، عند ضبط الساعة، لكن التهديد النووي كان في مقدمة تقريرهم الذي صدر نهاية يناير.

وجاء في تقرير "ساعة يوم القيامة"، أن "الدول التي تمتلك أسلحة نووية تعمل على زيادة حجم ودور ترساناتها، وتستثمر مئات المليارات من الدولارات في أسلحة يمكنها تدمير الحضارة".

المخزون العالمي

تعتبر قنبلة هيروشيما الذرية، بقوة تفجيرية تبلغ 15 كيلوطنًا، سلاحًا نوويًا منخفض القوة بمعايير اليوم. أما أكبر سلاح نووي في الترسانة الأمريكية، فيبلغ قوته التفجيرية 1.2 ميجاطن، أي ما يعادل 80 ضعف قوة قنبلة هيروشيما.

ويحذر الخبراء من أن سلاحًا نوويًا حديثًا واحدًا، إذا انفجر فوق مدينة كبيرة، قد يؤدي إلى مقتل ملايين الأشخاص على الفور. ويوجد ما يزيد على 12 ألف رأس نووي في أيدي تسع قوى نووية - الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل - وفقًا لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام.

وذكر أحدث تقرير سنوي صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن "جميع هذه البلدان تقريبًا واصلت برامج التحديث النووي المكثفة، عام 2024، وتحديث الأسلحة الحالية وإضافة إصدارات أحدث".

وتمتلك الولايات المتحدة وروسيا مجتمعتين نحو 90% من الأسلحة النووية في العالم، لكن القوى النووية الأصغر تعمل على تنمية ترساناتها أو تخطط لتنمية هذه الترسانات، بحسب التقرير.

كانت الصين في طليعة النمو، إذ أضافت نحو 100 رأس نووي سنويًا، وهو الاتجاه الذي قال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه يتوقع استمراره. ومن المعتقد أن الهند تعمل على زيادة مخزوناتها، ومن المتوقع أن تقوم المملكة المتحدة بذلك قريبًا، وفقًا للتقرير.

في الوقت نفسه، لا تظهر كوريا الشمالية أي إشارة إلى التراجع عن وضعها النووي، إذ صرّحت كيم يو جونج، الشقيقة القوية للزعيم كيم جونج أون، الشهر الماضي، بأن بيونج يانج لن تتخلى عن رؤوسها الحربية مقابل إجراء محادثات مع واشنطن وسول. 

وأضافت: "أي محاولة لإنكار وضع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كدولة تمتلك أسلحة نووية.. سيتم رفضها تمامًا".