الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

طالبان الباكستانية تنتقم لمقتل "الخراساني" بتفجير "بيشاور" الأكثر دموية منذ عام

  • مشاركة :
post-title
هجوم إرهابي في مدينة بيشاور الباكستانية

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

هجوم إرهابي جديد تشهده باكستان ينظر إليه على أنه الأكثر دموية، ضمن مساع تبذلها جماعات مسلحة تنشط في شمال غربي البلاد، لاستهداف الشرطة النظامية، منذ نحو عام، هدفها الأكبر الإطاحة بالحكومة.

وقع الانفجار في مسجد كان به نحو 300 مصلٍ في مدينة بيشاور شمال غربي البلاد، اليوم الإثنين، مُخلفًا 59 قتيلًا وأكثر من 150 جريحًا، وفق أحدث إحصاءات أُعلن عنها حتى كتابة هذا التقرير.

هجوم انتحاري

بين نحو 300 من المصلين، فجر المُهاجم- منفذ العملية- سترته الناسفة، ما خلّف انهيار أحد الجدران، فيما لايزال الكثير تحت أنقاضها بينما يعمل رجال الإنقاذ على إخراج الضحايا.

وصف شهباز شريف، رئيس الوزراء، الانفجار بأنه هجوم انتحاري. وقال مسؤول بالشرطة يُدعى سيكاندار خان: إن المسجد كان به ما لا يقل عن 260، حين انهار جزء من المبنى، ويعتقد أن الكثيرين تحت الأنقاض، وفق "رويترز".

وقال خواجة آصف، وزير الدفاع لمحطة جيو التلفزيونية الإخبارية المحلية: "توصلنا إلى أن الإرهابي كان يقف في الصف الأول من المصلين".

الدمار الذي خلفه الانفجار

الهجوم استهدف الشرطة

وبدا منذ اللحظات الأولى أن الهجوم استهدف في الأساس المؤسسات الشرطية بالمنطقة، إذ أن المسجد يقع داخل مجمع أمني شديد التحصين، يشمل مقر قوة الشرطة الإقليمية وإدارة لمكافحة الإرهاب، وبمحيط مجمع سكني للشرطة.

قال قائد شرطة المدينة لـ"رويترز": "إن العديد من الضحايا ضباط شرطة تجمعوا لأداء الصلاة اليومية".

الإنفجار تسبب في سقوط أحد الجدران

فعلتها طالبان الباكستانية

وأعلن سربكاف مهمند، أحد قادة حركة طالبان الباكستانية، مسؤولية الجماعة المسلحة عن الهجوم، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ولم تخرج حتى الآن تصريحات بشأن الحادث من المتحدث الرئيسي باسم الجماعة المتشددة، وفق ما أوردت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

والجماعة المسلحة، المعروفة أيضًا باسم تحريك طالبان باكستان أواختصارًا بـ"TTP"، المنفصلة عن حركة طالبان الأفغانية، شنت تمردًا في البلاد على مدار الـ15 عامًا الماضية، سعيًا إلى تطبيق أكثر صرامة لقوانين تنسبها للإسلام، والإفراج عن أعضائها المحتجزين لدى الحكومة، وتقليل الوجود العسكري الباكستاني في مناطق ولاية خيبر بختونخوا شمال البلاد، التي استخدمتها قاعدة لها.

وفي إعلانه اعتبر "مهمند" الهجوم "جزء من سلسلة هجمات"، انتقامًا لمقتل عمر خالد الخراساني، قائد الحركة المسلحة، فيما كشف عن اسم المفجر الانتحاري ويُدعى "حذيفة".

هجمات لا تتوقف

وتشهد باكستان، لا سيما مدينة "بيشاور" المتاخمة للمناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع أفغانستان، هجمات متكررة على يد جماعات مسلحة من بينها حركة طالبان الباكستانية، التي كثفت من هجماتها منذ أن أنهت اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية، العام الماضي، دعمت حركة طالبان الأفغانية التوصل إليه.

وفي ديسمبر الماضي، استولى متشددون على مركز لمكافحة الإرهاب في شمال غرب البلاد، واحتجزوا رهائن للتفاوض مع السلطات الحكومية.

وينظر إلى هجوم اليوم على أنه أكثر الهجمات دموية على قوات الأمن الباكستانية، منذ مارس من العام الماضي، حينما تسبب تفجير انتحاري في مسجد للشيعة، خلال صلاة الجمعة في مقتل ما لا يقل عن 58 شخصًا وإصابة نحو 200، وأعلن متشددو تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليتهم عن التفجير.