الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بريطانيا تدعو روسيا للاستسلام.. وموسكو تماطل في الرد

  • مشاركة :
post-title
ستارمر يقول إن روسيا ستجبر على السلام والاستسلام

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في مشهد سياسي متوتر حول الحرب الروسية الأوكرانية، أطل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على العالم بنداء للسلام، في وقت تتزايد فيه ضغوط المجتمع الدولي لإنهاء تلك الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات، بينما تحاول القوى الكبرى استباق الخراب بالتفاوض، لا تزال موسكو تتشبث بمواقفها وتضع شروطًا قد تفجر آمال التهدئة.

إجبار روسيا على السلام

وحثّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قادة العالم على مواصلة الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدًا خلال اجتماع افتراضي عُقد السبت الماضي أن روسيا، بقيادة فلاديمير بوتين، "عاجلًا أم آجلًا ستضطر وتستسلم للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وخلال كلمته، التي وجهها لتحالف دولي غير رسمي وُصف بـ"تحالف الراغبين"، شدّد ستارمر على ضرورة التزام الأطراف بالسعي الجاد نحو تسوية النزاع، وشمل التحالف زعماء أوروبيين إضافة إلى قادة من أستراليا ونيوزيلندا وكندا، باستثناء الولايات المتحدة التي لم تكن ممثلة رسميًا.

ترامب يضغط

وفي موقف لافت، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه بين الوفدين الأمريكي والأوكراني في السعودية، وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن "الكرة في ملعب روسيا".

من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقة مبدئية على اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه ربط ذلك بشروط وأسئلة لم يحددها بشكل قاطع، ما أثار شكوكا حول مدى جديته، وفق موقع "صوت أمريكا".

وفي خطابه المسائي، سخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من مماطلة بوتين، معتبرًا أن الشروط التي يطرحها تعجيزية، وقال: "بوتين يماطل لأنه لا يريد أن تنجح أي محاولة لإنهاء الحرب".

اتصالات دبلوماسية

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن هناك أسبابًا "للتفاؤل الحذر" بعد لقاء جمع بوتين بالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في موسكو، وأكد بيسكوف أن بوتين نقل رسائل إضافية إلى ترامب، وأنه من المقرر تحديد موعد لمحادثة مباشرة بين الزعيمين.

وفي بيان لاحق، قال ترامب على منصة "تروث سوشيال" إن "هناك فرصة جيدة جدًا لإنهاء هذه الحرب الدموية أخيرًا"، مشيرًا إلى أنه طلب من بوتين إنقاذ حياة آلاف الجنود الأوكرانيين الذين وصفهم بأنهم "محاصرون بالكامل" في منطقة كورسك.

وردًا على ذلك، نفت القوات الأوكرانية وجود أي تطويق روسي لقواتها، ووصفت ما تداوله بوتين بأنه حملة تضليل.

رفض الخطة الأمريكية

واتهم الرئيس الأوكراني بوتين بالتحايل على الرأي العام الدولي، مؤكدًا في خطابه إلى الأمة أن الموقف الروسي لا يعكس نية حقيقية للسلام، وقال: "بوتين يهيئ الأسباب لرفض الخطة الأمريكية، لأنه يخشى مواجهة ترامب بقراره في الاستمرار بالحرب".

وأضاف زيلينسكي أن بلاده وافقت على المقترح الأمريكي، وأبدت استعدادها الكامل لتطبيق آلية المراقبة والتحقق، دون وضع شروط مسبقة تعقّد العملية، على عكس الجانب الروسي.

وصرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن موعد المحادثة بين ترامب وبوتين لم يُحدد بعد، لكنها لم تستبعد إمكانية حصولها. ووصفت المحادثات بين بوتين وويتكوف بأنها كانت "يومًا مثمرًا للولايات المتحدة والعالم".

وفي لقائه مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، وصف ترامب احتمال رفض روسيا للخطة بأنه سيكون "مخيبًا للآمال للغاية".

تكاليف باهظة للحرب

في سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على قطاعات النفط والغاز والقطاعين المالي والعسكري في روسيا، وتُعتبر هذه الخطوة محاولة لتضييق الخناق الاقتصادي على موسكو، تزامنًا مع الدفع نحو اتفاق سلام محتمل.

من جهتها، كشفت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا أغلقت أكثر من 160 مستشفى في عام 2024، منها 18 مركزًا للولادة و10 عيادات أطفال. وذكرت أن نقص التمويل يعود إلى تركيز الموارد على الحرب، ما أثر سلبًا على الرعاية الصحية للسكان.

كما أفاد التقرير بأن خسائر روسيا البشرية في الحرب – والتي قُدّرت بنحو 500 ألف قتيل – تسببت بضغط شديد على النظام الطبي العسكري في البلاد.

موقف مشروط

في خطاب لمجلس الأمن القومي الروسي، أعلن بوتين أنه في حال استسلمت القوات الأوكرانية، فلن يتم قتلها، وجاء هذا التصريح بعد أن أكد أن روسيا لا تمانع من حيث المبدأ في وقف إطلاق النار، لكنه أصر على أن هناك "تساؤلات مشروعة" لا تزال دون إجابة.

وفي المقابل، واصل زيلينسكي اتهام الكرملين بمحاولة تدمير أي فرصة لسلام فعلي، عبر فرض شروط تعجيزية وتقديم روايات غير دقيقة للمجتمع الدولي.

وتشير التطورات الأخيرة إلى انفتاح هش نحو إمكانية التفاوض، إلا أن الطريق إلى السلام لا يزال محفوفًا بالمراوغات والمصالح، وبينما يضغط الغرب من أجل نهاية سريعة للصراع، يبدو أن موسكو تختبر حدود المبادرات الدولية وتلعب على حبال السياسة.