قبل ساعات من الانتخابات الإسرائيلية، المقررة في الأول من نوفمبر، ظهرت أصوات مُحبَطة، وفي حيرة من أمرهم لمن سيصوتون، لأنهم لم يعودوا يثقون بأي لاعب سياسي، سواء من اليمين أو اليسار، ويشعرون أن الأزمات الاجتماعية التي يعج المجتمع الإسرائيلي بها، غابت عن المرشحين وبرامجهم، وسط أيديولوجيات الكتل والمعسكرات.
وعددت هدر جيل الكاتبة الصحفية الإسرائيلية، الإهمال الاجتماعي من قبل المرشحين في انتخابات الكنيست الخامسة في أربع سنوات، وأكدت أن الإسرائيليين، منذ ثلاث سنوات، محاصرون في فوضى سياسية لا تسمح لأي خير أن ينمو، ما يضر بحياة كل شخص، مشيرة إلى أن الخطاب الاجتماعي، الذي يجب أن يكون جوهر كل شيء، أُبعد عن المشهد الانتخابي.
وقالت "جيل" في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس، إن نظام الرعاية الاجتماعية في إسرائيل فشل في قدرته على الوصول إلى كل من بحاجة للمساعدة، خاصة مع آثار وباء "كورونا" العالمي الاجتماعية والاقتصادية المدمِرة، بالإضافة إلى انهيار نظامي الصحة والتعليم بسبب الأعباء المترتبة عن الوباء.
انهيار نظامي التعليم والصحة في إسرائيل
وأضافت أنها مرعوبة من عواقب الإهمال للمشكلات الاجتماعية، مؤكدة أن العائلات في إسرائيل تتوق إلى التغيير، وعشرات الآلاف منهم ينتظرون منذ سنوات للحصول على سكن عام، بعد أن أصبحوا لا يستطيعون تحمل أسعار المساكن الحالية، كما أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية صحية وتغلق الأبواب في وجوههم، بالإضافة إلى الذين يواجهون طوابير انتظار غير منطقية في طريقهم لتلقي المساعدة، وآخرين تخلوا عن حلم الحياة الطبيعية تحت رعاية الوسائل الضئيلة لنظام الصحة.
وأكدت الكاتبة الإسرائيلية أن الانهيار في نظام التعليم مستمر، والفصول الدراسية مكتظة، وأن نظام التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (الأساسي) أصبحت معاييره سيئة، والامتيازات يحصل عليها العائلات القادرة على تحمل تكاليف التعليم الباهظة.
المتقاعدون مضطرون للاختيار بين الطعام والكهرباء والدواء
كما أكدت أن المتقاعدين في إسرائيل أمضوا السنوات الأخيرة من حياتهم في فقر وعوز ، وأنهم لا يكبرون في إسرائيل بكرامة، مشيرة إلى أن 20 عامًا مرت منذ آخر مرة زادت فيها المعاشات التقاعدية لكبار السن في إسرائيل بشكل كبير ، ومع ارتفاع الأسعار يجدون أنفسهم مضطرين للاختيار في الشيخوخة بين الطعام والكهرباء والدواء، موضحة أن شبكة الأمان الاجتماعي أصبحت "مقلقة".
واختتمت "جيل" مقالها بأن الفجوات الاجتماعية تتزايد، وأنه لسنوات كان من المستحيل معالجة هذه القضايا، لأنها تستغرق وقتًا للتشريع، كما هو الحال في تغيير الميزانية، وبالتأكيد بناء خطط متعمقة، وهذا غير ممكن مع إجراء تغييرات كثيرة، مشيرة إلى أن معظم الحلول التي قدمت في السنوات الأخيرة هي عبارة عن "ضمادة على الجرح النازف والجروح المفتوحة".
وتشهد إسرائيل في الأول من نوفمبر، خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات، ويسعى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من خلالها للعودة للحكم، بعد أن دخلت إسرائيل دائرة مفرغة من الانتخابات منذ عام 2019، وهو نفس العام الذي شهد توجيه لائحة اتهامات لـ"نتنياهو" تتضمن قضايا فساد، رغم نفيه لها.
ويأمل الناخبون هذه المرة في كسر حالة الجمود بين السياسي الأكثر هيمنة في جيله ومنافسيه الكثيرين.