الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مقررة أممية: المرأة الفلسطينية تتعرض لـ"إبادة ممنهجة" في غزة

  • مشاركة :
post-title
ريم السالم مقررة الأمم المتحدة المعنية بمناهضة العنف ضد المرأة

القاهرة الإخبارية - طه العومي

حذرت ريم السالم، مقررة الأمم المتحدة المعنية بمناهضة العنف ضد المرأة، من أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المرأة الفلسطينية عمدًا في قطاع غزة، مدركًا أنها "حاملة وعد الاستمرارية والوجود". وأكدت أن هذا الاستهداف ليس عشوائيًا، بل يعكس سياسة ممنهجة.

"عنف إنجابي" 

خلال تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، أوضحت السالم أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق النساء تنطوي على "عنف إنجابي" ممنهج، يتمثل هذا العنف في حرمان المرأة من الإنجاب أو تعريضها لمخاطر صحية قاتلة أثناء الحمل والولادة. 

وشددت السالم على أن هذا الأمر يندرج تحت بنود الإبادة الجماعية وفقًا لاتفاقية منع الإبادة الصادرة عن الأمم المتحدة، التي تدرج "منع الإنجاب" كوسيلة للقضاء على جماعة ما.

وتابعت السالم أن قتل الأطفال، ومنع الغذاء والدواء، واستهداف البنية التحتية الصحية، كلها جرائم حرب أدت إلى وفاة العديد من حديثي الولادة، وتعرض النساء الحوامل للخطر، وانخفاض نسبة الرضاعة الطبيعية بسبب سوء التغذية. ولفتت إلى أن نحو 90 طفلًا قتلوا حتى الآن بسبب التجويع القسري.

استهداف ممنهج

في سياق متصل، أوضحت السالم أن القانون الدولي الإنساني ينص على ضرورة السماح للمدنيين بالحصول على المساعدات الإنسانية، وإتاحة وصول العاملين في هذا المجال إليهم، "لكن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل هذه القواعد، بل واستهدفت نقاط توزيع الإغاثة وقتلت المدنيين، بمن فيهم النساء، بشكل متعمد".

وأعربت ريم السالم عن استيائها الشديد من الموقف الدولي، قائلة: "أعمل في المجال الإنساني منذ عشرين عامًا، ولم أشهد ما يشبه ما يحدث في غزة؛ لم نر في التاريخ الحديث استهدافًا ممنهجًا للمستشفيات، ومراكز النزوح، والمدارس، وروضات الأطفال كما يحدث الآن". واعتبرت أن "ما يسمى بمؤسسة غزة الإنسانية لا تعد مؤسسة إنسانية، ويجب وقف عملها".

ازدواجية معايير

وفي معرض حديثها عن العواقب النفسية، أكدت السالم أن الأمهات والآباء يعانون من "صدمات لا يمكن تخيلها". وأضافت: "تخيل أن ترى طفلك يموت جوعًا أو تسمع صراخه من تحت الأنقاض أو تضطر إلى جمع أشلائه بيديك.. لا توجد كلمات قادرة على وصف هذا الألم".

كما انتقدت السالم بشدة صمت الدول الغربية التي ترفع شعارات دعم حقوق المرأة، مشيرة إلى "ازدواجية المعايير التي باتت سمة واضحة في النظام الدولي".

وأضافت: "هذه الدول لم تحرك ساكنًا إزاء قتل آلاف النساء والفتيات في غزة، وهذا أمر يهدد مصداقية النظام الدولي بأكمله".

واختتمت السالم حديثها بالتشديد على ضرورة كسر الحصار عن غزة فورًا، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر أي وسيلة ممكنة.

وأشارت إلى أن المجتمع الدولي كان على علم منذ مارس 2024 ببوادر المجاعة في شمال القطاع، ومع كل يوم يمر، يتعرض المزيد من الأطفال والنساء والرجال للموت جوعًا، مختتمةً بقولها: "كلنا مسؤولون عن هذا الصمت".