الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قبل نهاية مهلة "ترامب".. أمريكا تحول المسيرات الأوكرانية لأسلحة دقيقة

  • مشاركة :
post-title
تطوير المسيرات الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

مع اقتراب المهلة التي أمهلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، من نهايتها، وقع البنتاجون عقدًا بقيمة 50 مليون دولار مع شركة أمريكية ألمانية في ظل تصعيد روسيا لقصفها الليلي وفق صحيفة "التايمز" البريطانية. 

ستتلقى أوكرانيا 33 ألف "مجموعة هجومية" موجهة بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحويل الطائرات التجارية الرخيصة إلى أسلحة موجهة بواسطة الكمبيوتر بينما تقوم روسيا بشن هجوم صيفي وزيادة هجماتها على المدن، بما في ذلك كييف.

وستسمح هذه المجموعات، التي قدمتها شركة أوتيريون الأمريكية الألمانية بموجب عقد بقيمة 50 مليون دولار مع البنتاجون، لأوكرانيا بتحويل آلاف الطائرات بدون طيار الجاهزة إلى أنظمة عالية السرعة قادرة على تتبع واستهداف الأجسام المتحركة في ساحة المعركة.

حرب المسيرات

تتضمن كل مجموعة حاسوبًا صغيرًا مدمجًا، وكاميرا، ووحدة راديو، ما يُمكّن الطائرات المسيرة من تنفيذ مهامها بشكل مستقل وتجنب التشويش الروسي، كما يمكن للأنظمة العمل في أسراب، مما يسمح بشن هجمات منسقة على مواقع العدو، وتتبع الأهداف على بُعد أكثر من نصف ميل.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوتيريون لورينز ماير لصحيفة فاينانشيال تايمز إن برنامج أوتيريون يُستخدم بالفعل في الطائرات الأوكرانية بدون طيار في القتال، لكن هذه الشحنة أكبر بعشر مرات من الأحجام الحالية.

سيتم تسليم هذه المجموعات قبل نهاية العام، كجزء من حزمة مساعدات أمريكية منفصلة عن "الصفقة الكبرى" التي أعلن عنها الرئيس زيلينسكي يوم الجمعة الماضي، وبموجب هذه الاتفاقية، ستشتري واشنطن طائرات مسيرة أوكرانية الصنع بقيمة تتراوح بين 10 مليارات و30 مليار دولار مقابل مشتريات أوكرانية من الأسلحة الأمريكية.

وقال ماير: "يعد هذا العقد مهمًا لأنه يوضح قوة الجمع بين البرامج الرائدة عالميًا والقدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار بتكلفة فعالة وعلى نطاق واسع حيثما تكون هناك حاجة إليها".

واجهت أوكرانيا هجمات روسية متزايدة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، وفي بعض الليالي اضطرت للدفاع ضد مئات التهديدات القادمة.

أدى هجوم بطائرة بدون طيار على حافلة إجلاء في سومي يوم الأحد إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين. كما تعرضت كييف لهجوم خلال الليل، مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص وإلحاق أضرار بالمباني السكنية.

الطائرات بدون طيار

كشف تحقيقٌ حديثٌ أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أن روسيا أطلقت أكثر من 20,500 طائرة مُسيّرة هجومية وتضليلية على أوكرانيا منذ يناير الماضي.

وأشار تقريرٌ صادرٌ عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى أن الهجمات الروسية اليومية تضاعفت عشرة أضعاف تقريبًا منذ أواخر عام 2022، وهو العام الأول للحرب الشاملة.

انخفضت معدلات اعتراض الصواريخ في أوكرانيا، والتي كانت في السابق أفضل من 90%، إلى ما بين 30% و35%، وفقًا للمحللين، الذين أشاروا إلى الضغوط المتزايدة على الدفاعات الجوية وتناقص مخزونات الصواريخ.

كما أن إمدادات روسيا من المعدات العسكرية من مخزونات الحقبة السوفيتية آخذة في التناقص، حيث انخفضت من 242 ألف طن عام 2022 إلى 119 ألف طن عام 2025، وفقًا لتحليل أجراه معهد كلية كييف للاقتصاد، ويبدو أن معظم المعدات الصالحة للصيانة وسهلة التجديد قد استُخدمت الآن، حيث أصبحت شحنات التخزين الآن مطابقة لمستويات ما قبل عام 2022.

ويرى المحللون أن هذا التراجع ليس مؤشرًا على فشل عسكري، بل هو تحول في استراتيجية ساحة المعركة، وإذ تستخدم روسيا عددًا أقل من المركبات المدرعة في العمليات الهجومية، وتستثمر بكثافة في معدات جديدة، مما يشير إلى تكيف مدروس، وليس انهيارًا في قدراتها.

تُنفق موسكو أيضًا على بناء مخزون جديد، وتعتمد بشكل متزايد على الدعم الدولي من دول مثل الصين وكوريا الشمالية. وقد استأثرت الأخيرة بأكثر من نصف واردات روسيا من المتفجرات والذخيرة العام الماضي.