قال الموسيقار والملحن اللبناني طارق بشاشة، إن زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة متكاملة لها بصمتها الخاصة التي لم يستطع أحد تقليدها أو حتى الاقتراب منها، مضيفًا أن من التقى الرحباني، سواء في مقاهي شارع الحمراء أو داخل مبنى إذاعة "صوت الشعب"، كان يدرك أن كل كلمة يقولها تحمل رسالة، ومعنى، وسخرية لاذعة تخفي وراءها الكثير من الوجع، لكنها في الوقت ذاته قادرة على إضحاك المستمعين.
وأكد "بشاشة" خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن كل جيل عاصر زياد، خاصة جيل الثمانينيات والتسعينيات، يحمل شيئًا من لغته ونصوصه ومسرحياته.
وأضاف: "ما لفتني حقًا هو كيف أن رحيل زياد أثّر في شباب الجيل الحالي الذين لم يعاصروه، لكنهم يعرفون أعماله عن ظهر قلب، والسر في ذلك أنه كان يتكلم بلغة الانفعالات والطاقة، وهو ما يلامس طبيعة الشباب، والتهكم المدروس الذي استخدمه في مسرحياته وأغانيه جعل منه صوتًا صادقًا يعكس حال المجتمع اللبناني والعربي، لذلك وصل مصر وغيرها من الدول العربية بسهولة، بفضل موسيقاه التي دفعت الناس للتساؤل: من هذا الرجل؟".
وتابع أن الموسيقى كانت بوابة الدخول إلى عالم زياد الرحباني، لكنها لم تكن سوى البداية، فالمتابع يغوص بعدها في "مغارة" مليئة بالأفكار الثورية، والمصطلحات الاجتماعية الجديدة، مضيفًا: "زياد اخترع لنا لغة، صرنا نحكي فيها ونتسلّى بين بعض، حتى أولادنا ورثوها منّا. من النادر أن ينجح فنان في خلق لغة يتواصل بها الناس يوميًا، وتصبح جزءًا من ثقافتهم".