الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الديمقراطيون لترامب: أوقفوا تمويل "فخ الموت" في غزة

  • مشاركة :
post-title
معاناة أهالي غزة مع تسلم إغاثات مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

طالب 21 عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي الرئيس دونالد ترامب، بوقف التمويل فورًا لمؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة، التي تحولت مواقعها إلى "فخ موت" حقيقي، أودى بحياة أكثر من 700 مدني كانوا يسعون للحصول على الطعام، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.

رسالة تحذيرية من انتهاك القوانين الإنسانية

قاد الرسالة التحذيرية كل من السيناتور كريس فان هولين من ولاية ماريلاند وبيتر ويلش من فيرمونت، إذ اتهم النواب مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بانتهاك عقود من القوانين الإنسانية.

وأكد النواب أن نموذج عمل المؤسسة "يحطم الأعراف الراسخة التي تحكم توزيع المساعدات الإنسانية منذ التصديق على اتفاقيات جنيف عام 1949"، من خلال طمس الخطوط الفاصلة بين توصيل المساعدات والعمليات العسكرية الأمنية.

ووفقًا لشهادات شهود العيان التي نقلتها "ذا جارديان"، كتب النواب: "تعرض المدنيون لإطلاق النار من الدبابات والطائرات المسيّرة والمروحيات، بالإضافة إلى الجنود على الأرض، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام والإمدادات الإنسانية".

تمويل أمريكي ضخم وسط انتقادات دولية متصاعدة

منحت إدارة ترامب المؤسسة 30 مليون دولار في أواخر يونيو الماضي، مع صرف 7 ملايين دولار بالفعل، وفقًا لوثائق اطلعت عليها "ذا جارديان".

وحصلت المؤسسة، المدعومة من المصالح الإسرائيلية والأمريكية، على وصول تفضيلي للعمل في غزة من خلال التنسيق مع الجيش الإسرائيلي والمتعاقدين الأمنيين الأمريكيين الخاصين، في الوقت الذي تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لعملياتها.

وانتقد النواب إدارة ترامب لإعفاء المؤسسة من إجراءات الرقابة المعيارية، بما في ذلك عمليات التدقيق الشاملة المطلوبة عادة للمتلقين الجدد لمنح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وأشاروا إلى أن مسؤولي الوكالة أثاروا "مخاوف جوهرية" حول الاقتراح، مشيرين إلى "المخاطر التشغيلية والسمعة وعدم الرقابة".

استقالات مدوية تكشف فساد النموذج

شهد تطبيق نموذج عمل مؤسسة الإغاثة الإنسانية في غزة الجديد استقالات مهمة وانسحابات مؤسسية منذ البداية، إذ استقال جيك وود، المدير التنفيذي المؤسس والمحارب البحري الأمريكي السابق، في 25 مايو، قائلًا وفقًا لـ"ذا جارديان": "ليس من الممكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية المتمثلة في الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية، والتي لن أتخلى عنها".

كما انسحبت شركة "بوسطن كونسلتينج جروب" الأمريكية، التي كانت تتولى بعض الخدمات اللوجستية للمؤسسة، بعد فترة قصيرة.

"ساحات قتل" وذخيرة حية

منذ إطلاقها في مايو، تحولت مواقع التوزيع الأربعة التابعة للمؤسسة إلى ما وصفه النواب بـ"ساحات القتل".

وأفاد مسؤولو حقوق الإنسان في الأمم المتحدة باستشهاد 766 شخصًا تحديدًا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع المؤسسة، مع إصابة ما يقرب من 5000 آخرين في الفوضى.

وبشكل عام، قُتل أكثر من 1000 شخص أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع المساعدات الغذائية، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، بينما يُعتقد أن 100 شخص ماتوا من الجوع.

وسلّط النواب الضوء على مخاوف حول المتعاقدين الأمنيين الأمريكيين المشاركين في العملية، إذ تعاقدت شركتا "سيف ريتش سوليوشنز" و"يو جي سوليوشنز" لتوفير الأمن في مواقع التوزيع، وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" كما نقلت "ذا جارديان": "المتعاقدون الأمريكيون الذين يحرسون مواقع توزيع المساعدات في غزة يستخدمون الذخيرة الحية والقنابل المخدرة، بينما يتدافع الفلسطينيون الجائعون للحصول على الطعام".

ووفقًا لوكالة "أسوشيتد برس"، "تم استخدام الرصاص والقنابل المخدرة والرذاذ المسيل للدموع في كل عملية توزيع تقريبًا، حتى لو لم يكن هناك تهديد"، رغم أن العديد من المتعاقدين يفتقرون إلى الخبرة القتالية أو التدريب المناسب على الأسلحة.

شهادات صادمة من الميدان وادعاءات المؤسسة

نقلت شبكة "بي بي سي" عن أنتوني أجيلار، المحارب الأمريكي السابق والمتعاقد السابق مع المؤسسة، شهادته بأنه شهد القوات الإسرائيلية "تُطلق النار على حشود الفلسطينيين"، و"تُطلق قذيفة مدفع رئيسي من دبابة ميركافا على حشد من الناس".

وقال: إنه "لم يشهد قط هذا المستوى من الوحشية واستخدام القوة العشوائية وغير الضرورية ضد السكان المدنيين".

مطالب سياسية متصاعدة ومواقف إسرائيلية جديدة

تأتي الرسالة بينما أعلنت مجموعتان إسرائيليتان بارزتان لحقوق الإنسان، "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان - إسرائيل"، يوم الاثنين، أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، مشيرتين إلى "عمل منسق لتدمير المجتمع الفلسطيني عمدًا"، مما يمثل المرة الأولى التي تصل فيها منظمات حقوقية إسرائيلية كبرى علنًا إلى هذا الاستنتاج.

من جانبه، قال السيناتور المستقل أنجوس كينج من ولاية مين، إنه سيعارض تقديم دعم أمريكي إضافي لإسرائيل حتى تعالج البلاد الأزمة الإنسانية، واصفًا سلوك إسرائيل بأنه "إهانة للكرامة الإنسانية"، وأكد: "لن أدعم أي مساعدات من أي نوع طالما هناك أطفال يتضورون جوعًا في غزة بسبب فعل أو تقاعس الحكومة الإسرائيلية".

وأعطى النواب وزير الخارجية روبيو مهلة أسبوعين للرد على سلسلة من الأسئلة المفصلة حول الضحايا المدنيين وآليات التمويل وعمليات المتعاقدين والامتثال للمبادئ الإنسانية، مؤكدين: "يجب ألا تساهم أي دولارات من دافعي الضرائب الأمريكيين في هذا المخطط".