في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة، جدّدت مصر تأكيد ثوابتها الراسخة في دعم القضية الفلسطينية ورفضها التخلي عن مسؤولياتها الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، إذ شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الاثنين في كلمة متلفزة على أن "القاهرة حريصة على إيجاد حلول لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية".
وأكد الرئيس المصري، أن "الدور المصري شريف ومخلص وأمين ولن يتغير، ولا يمكن أن تقوم مصر بدور سلبي تجاه الأشقاء الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن تقوم مصر بدور سلبي تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
وتوافقت هذه الرسالة مع إشادة خبراء وسياسيين بدور القاهرة في حشد الدعم الدولي لوقف الحرب على غزة وإنقاذ الأرواح، لتظل مصر حائط الصد الأول في مواجهة الاحتلال وحامية للحقوق الفلسطينية المشروعة في دولة مستقلة.
دبلوماسية رئاسية لحماية الفلسطينيين
في السياق قال الكاتب الصحفي إسلام عفيفي، رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم" المصرية، في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية"، إن تأكيد الرئيس السيسي بأن "أخلاقنا وقيمنا لا تسمح بإغلاق معبر رفح" يجسد الموقف المصري الثابت في مواجهة العدوان على غزة.
وأضاف "عفيفي" أن مصر، منذ بداية الحرب، نفّذت دبلوماسية رئاسية مكثفة ودؤوبة واتصالات مستمرة مع قادة العالم والأشقاء الإقليميين، بهدف حماية الشعب الفلسطيني من العدوان الغاشم والحفاظ على القضية الفلسطينية حيّة في الأجندة الدولية.
وأوضح أن تصريحات الرئيس المصري تهدف بالدرجة الأولى إلى منع مزيد من التوترات، وإنهاء الحرب، وإطلاق سراح المحتجزين، والحفاظ على استقرار الإقليم، مشددًا: "هذه هي مسؤولية مصر، ولن تتخلى عن مسؤولياتها الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني. هذا هو الموقف الشريف والأمين الذي تقوم به مصر".
مصر قوة كاشفة لجرائم الاحتلال
من جانبه، أكد دكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن الرسائل الأخيرة الصادرة عن القاهرة والتي جاءت على لسان الرئيس المصري، تمثل تحذيرًا واضحًا بضرورة إنفاذ الهدنة ووقف الحرب، مشيرًا إلى أنها تحمل أيضًا رسائل مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار ووقف ما وصفه بـ"الإبادة".
وأضاف "فارس" أن مصر لم ولن تتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة والعادلة، موضحًا أن هذا الموقف هو رد حاسم على أي محاولات للتشكيك أو المزايدة على الدور المصري الشريف.
وأشار إلى أن مصر قدمت أكثر من 80% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، كما حشدت المجتمع الدولي لدعم حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. ولفت إلى أن القاهرة بذلت جهودًا دبلوماسية واسعة في المحافل الدولية لتأمين دعم أكبر للقضية الفلسطينية، لتظل قوة كاشفة لجرائم الاحتلال وحائط صد رئيسي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
حائط صد قوي لفلسطين
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، وصف صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لحماية الشعب الفلسطيني، تصريحات الرئيس السيسي بأنها موقف للتاريخ وحائط صد قوي لفلسطين، مؤكدًا أنها توضح عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال وستظل الداعم الأول للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معربًا عن تحياته للرئيس السيسي.
كما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس السيسي ليست جديدة على الدولة المصرية، التي اعتادت تقديم دعم مطلق وغير مشروط لفلسطين حكومة وشعبًا.
وأعرب "الرقب" عن امتنانه للحكومة المصرية التي حرصت على إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة رغم التحديات الاقتصادية المعقدة التي تشهدها المنطقة والعالم.