تتزايد الآمال بين قادة أوروبا في إبرام اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسكتلندا، في رحلته لممارسة رياضة الجولف.
من المقرر أن يلتقي ترامب برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأحد المقبل، خلال زيارة الرئيس الأمريكي لإسكتلندا، ما يعزّز الآمال في أن الولايات المتحدة وأوروبا على وشك التوصل إلى اتفاقية تجارية من شأنها تجنب حرب تجارية عبر الأطلسي.
صرّحت فون دير لاين، أول أمس الجمعة، بأنها أجرت اتصالاً هاتفيًا مثمرًا مع ترامب، وأنهما اتفقا على الاجتماع في إسكتلندا لمناقشة العلاقات التجارية عبر الأطلسي وكيف يمكننا الحفاظ عليها قوية.
يشعر المسؤولون الأوروبيون بالتفاؤل بأنهم يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن اتفاقية عامة قد تسمح للاتحاد الأوروبي بقبول رسوم جمركية أساسية بنسبة 15% على معظم السلع، بما في ذلك السيارات، لكنهم أكدوا أن أي اتفاق سيحتاج إلى موافقة ترامب، ويمكن إبطاله إذا ضغط من أجل تنازلات إضافية كبيرة.
قال ترامب، الجمعة الماضي، قبل مغادرته إلى إسكتلندا، حيث سيقضي الأيام الأربعة المقبلة: "أعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي متساوية، وربما أقل من ذلك، وأضاف أن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي سيتطلب من الكتلة "تخفيض رسومها الجمركية".
ستكون الاتفاقية مع أوروبا هي الأكبر من بين العديد من الاتفاقيات الأخيرة المماثلة، في إطار سعي ترامب لإعادة صياغة قواعد التجارة الدولية، ووافقت إدارته على اتفاقية مع المملكة المتحدة لرسوم جمركية أساسية بنسبة 10%، واتفاقية أخرى أحدث مع اليابان لرسوم جمركية بنسبة 15%، وتضمنت الاتفاقية مع اليابان وعودًا إضافية باستثمارات يابانية في الولايات المتحدة، على الرغم من أن تفاصيلها لا تزال غامضة.
صرح مسؤولو الاتحاد الأوروبي سابقًا بأن الكتلة مستعدة لزيادة مشترياتها من منتجات الطاقة وأشباه الموصلات الأمريكية، كما سلطوا الضوء على الاستثمارات التي تخطط لها الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة. كما يمكن للاتحاد الأوروبي أيضًا خفض تعريفاته الجمركية على السيارات كجزء من اتفاقية، وفقًا لما ذكره أشخاص مطلعون على مناقشات التجارة.
ويبدو أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة مستعدة لقبول صفقة تضع معظم التعريفات الجمركية عند 15٪، خاصة إذا كان ذلك يشمل قطاع السيارات؛ لتجنب تصعيد الحرب التجارية.
كما أعد الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية انتقامية يمكن أن تؤثر على سلع أمريكية تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، وستضيف محادثات التجارة عنصرًا تجاريًا كبيرًا إلى ما كان يتشكل على أنه زيارة اجتماعية أكثر لبريطانيا من قبل ترامب، الذي سيقضي عطلة نهاية الأسبوع في لعب الجولف في منتجع تيرنبيري الخاص به في أيرشاير.
ومن المقرر أيضًا أن يلتقي يوم الاثنين برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لوضع التفاصيل النهائية لاتفاقية التعريفات الجمركية الأخيرة بين البلدين قبل السفر لافتتاح ملعب غولف جديد في أبردينشاير سُمي على اسم والدته ماري.
ويأمل مسؤولو الحكومة البريطانية في إبرام الأجزاء الأخيرة من اتفاقية تجارية وُضعت الخطوط العريضة لها في مايو الماضي، التي من شأنها أن تشهد خفض التعريفات الجمركية على الصلب الأمريكي إلى 25% أو أقل، مقارنةً بالسعر العالمي البالغ 50% الذي تفرضه الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، تضغط الولايات المتحدة على المملكة المتحدة لإلغاء ضريبة تضر بشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، وتُعد الزيارة بمثابة تمهيد لحدث أكثر فخامة عندما يعود ترامب إلى المملكة المتحدة في سبتمبر المقبل للإقامة مع الملك تشارلز والملكة كاميلا في قلعة وندسور.