يضغط أعضاء ديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي على وزارة الأمن الداخلي للكشف عن معلومات حول ارتداء ضباط إدارة الهجرة (ICE) الأقنعة وإخفاء هوياتهم، في ما يمثل خطوة أخرى في مساعي المشرعين الأمريكيين لإلزام عملاء إدارة الهجرة بالتعريف بأنفسهم أثناء عمليات الاعتقال، وخاصة عندما يكون العملاء ملثمين، وهي الممارسة التي أثارت غضب جماعات الحقوق المدنية.
ووفقًا للرسالة التي اطلعت عليها صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، كتب عضو الكونجرس روبرت جارسيا، أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة المعنية بالرقابة والإصلاح الحكومي، إلى جانب النائبة سمر لي، إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، مطالبين بإصدار "مذكرات وتوجيهات وإرشادات واتصالات" بشأن استخدام ضباط الهجرة للأقنعة والسيارات غير المميزة لعمليات الهجرة.
كتب الثنائي: "يكفل التعديل الرابع لكل شخص داخل الولايات المتحدة الحماية من عمليات التفتيش والمصادرة غير المعقولة، ويضمن التعديل الخامس الحق في الإجراءات القانونية الواجبة بموجب القانون".
وأضافا: "في انتهاك مباشر لهذه المبادئ، سمحت وزارة الأمن الداخلي لعملائها، ولا سيما من إدارة الهجرة والجمارك، بإخفاء هوياتهم واستخدام مركبات غير مميزة في أثناء قيامهم بأنشطة إنفاذ قوانين الهجرة".
تآكل الثقة
في الأشهر الأخيرة، ومع تصعيد إدارة ترامب لعمليات إنفاذ قوانين الهجرة والاعتقالات والاحتجاز والترحيل، تعرضت وزارة الأمن الداخلي وإدارة الهجرة والجمارك لانتقادات لاذعة بسبب استخدام عملائهما للأقنعة والسيارات غير المميزة.
وكان اعتقال رميسة أوزتورك، طالبة الدكتوراه في جامعة تافتس في ماساتشوستس، شكّل نقطة تحول في هذا النوع من الاعتقالات والعمليات في ظل إدارة ترامب، وأظهر تسجيل فيديو اعتقال أوزتورك على يد ضباط هجرة ملثمين بملابس مدنية، ما أثار قلقًا واسع النطاق.
وفي الرسالة، ذكر الديمقراطيان عددًا من الأمثلة، من الأشهر القليلة الماضية في عهد إدارة ترامب، حيث أخفى مسؤولو الهجرة هوياتهم أثناء تنفيذهم عمليات اعتقال وهجرة.
أيضًا، يشيران إلى مثال حديث، نشره موقع "ذا إنترسبت" في الأصل، حيث أخفى قاضيان مختصان بالهجرة في نيويورك هويات محاميين حكوميين كانا يضغطان لترحيل أشخاص.
كتب جارسيا ولي: "هذا يُسبب تآكلًا خطيرًا في ثقة الجمهور، والإجراءات القانونية الواجبة، والشفافية في إنفاذ القانون".
وأضافا: "تتعارض هذه الأساليب مع المبادئ الديمقراطية الراسخة، مثل حق الجمهور في مساءلة القائمين على إنفاذ القانون، وتُمهّد الطريق لزيادة الجريمة، ما يُقلل من أمن مجتمعاتنا".
استغلال التعتيم
بسبب ممارسات عملاء الهجرة الأمريكيين في التعتيم على شخصياتهم، تزايد عدد الأشخاص الذين يستغلون عدم كشف هويتهم خلال الغارات على المستخدمين غير الشرعيين.
وذكرت "ذا جارديان" أنه في عدد من الحالات، انتحل مجرمون صفة ضباط من وزارة الأمن الداخلي لسرقة أو اختطاف أشخاص، وفي إحدى الحالات تم الاعتداء جنسيًا على مهاجرين غير شرعيين.
لذلك، حذّر المشرعان الديمقراطيان من أن استخدام الأقنعة من قبل مسؤولي الهجرة "يجعل من المستحيل تقريبًا على الأفراد تحديد ما إذا كانوا محتجزين من قبل وكلاء إنفاذ القانون الشرعيين أو مختطفين بشكل غير قانوني".
يسرد جارسيا ولي عددًا من الأمثلة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، منها حالة من فلوريدا في أبريل، حيث ارتدت امرأة قميصًا مكتوبًا عليه "ICE" واستخدمت جهاز راديو محمولًا "لخطف زوجة حبيبها السابق، وتهديدها حتى تمكنت من الفرار".
وفي حالة أخرى، يذكر الديمقراطيان حالة في كاليفورنيا انتحل فيها مراهقون صفة ضباط من إدارة الهجرة والجمارك، واقتربوا من ضحايا من أصل إسباني في سيارة، وأظهروا لهم شارات مزيفة وسرقوهم.
وكتبا: "توضح هذه الحالات بوضوح كيف أن استخدام الأقنعة والمركبات غير المميزة والحد الأدنى من التعريف من قبل عملاء وكالة الهجرة والجمارك الفعليين لا يؤدي إلى تآكل الثقة فحسب، بل إنه يمنح جهات سيئة خارطة طريق لاستغلال المجتمعات الضعيفة".