في محاولة للحد من الاضطرابات وإنقاذ قطاعات اقتصادية مهمة في البلاد، وجهت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إدارة الهجرة والجمارك "ICE" بوقف المداهمات ضد العمال في قطاعات الزراعة والفنادق والمطاعم.
وأكدت وزارة الأمن الداخلي تحولًا في سياسات الترحيل في بيان نشرته "نيوز نيشن"، بعد أيام من إشارة الرئيس ترامب إلى أن " التغييرات قادمة " في منشور على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال".
وكتب الرئيس الأمريكي، الخميس الماضي: "أعلن مزارعونا العظماء وموظفونا في قطاع الفنادق والترفيه أن سياستنا العدوانية للغاية بشأن الهجرة تأخذ العمال الجيدين للغاية وذوي الخبرة الطويلة منهم، إذ يكاد يكون من المستحيل استبدال هذه الوظائف".
وأضاف: "هذا ليس جيدًا. يجب أن نحمي مزارعينا، لكن علينا أيضًا إخراج المجرمين من الولايات المتحدة. التغييرات قادمة".
وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أنه على الجانب الشخصي، يمتلك ترامب منذ عقود فنادق فاخرة، وهو قطاع يضم عمالة مهاجرة قوية.
تأثير الترحيل
وفقًا لرسالة بريد إلكتروني داخلية وثلاثة مسؤولين أمريكيين، ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن حجم حملة الترحيل الجماعي التي يشنها ترامب - القضية التي تشكل جوهر رئاسته - يضر بالصناعات والدوائر الانتخابية التي لا يريد أن يخسرها.
وحسب الرسالة، التي جاءت من قبل مسؤول كبير في دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية "ICE" إلى القادة الإقليميين لقسم تحقيقات الأمن الداخلي، بدءًا من الخميس يرجى تعليق جميع التحقيقات/ العمليات المتعلقة بإنفاذ القانون في مواقع العمل بالزراعة، بما في ذلك تربية الأحياء المائية ومصانع تعبئة اللحوم) والمطاعم والفنادق العاملة.
وأوضح البريد الإلكتروني أن التحقيقات المتعلقة بـ"الاتجار بالبشر، وغسل الأموال، وتهريب المخدرات في هذه القطاعات مقبولة"، لكنه أشار إلى أن على الوكلاء عدم اعتقال "الأشخاص غير المتورطين في جرائم".
وأكدت وزارة الأمن الداخلي هذه التوجيهات، وقالت تريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم الوزارة، في بيان: "سنتبع توجيهات الرئيس ونواصل العمل على إبعاد أسوأ المجرمين الأجانب غير الشرعيين عن شوارع أمريكا".
استهداف المهاجرين
لأشهر، صرّح ترامب ومساعدوه بأنهم سيستهدفون جميع المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة، تنفيذًا لوعده الانتخابي بالترحيل الجماعي.
وبينما تولّت إدارته السلطة مُعلنةً أنها تستهدف في البداية المهاجرين غير الشرعيين ذوي السجلات الجنائية، توسّعت في الأسابيع الأخيرة لتشمل مداهمة مواقع العمل وحملات اعتقال واسعة النطاق للمهاجرين غير الشرعيين الآخرين.
واعترف ترامب، الخميس، بأن هذه الحملة القمعية ربما تؤدي إلى تنفير الصناعات التي كان يرغب في الاحتفاظ بها إلى جانبه. بعد أن أبلغته بروك رولينز، وزيرة الزراعة، بقلق المزارعين إزاء اعتقالات إدارة الهجرة والجمارك على أعمالهم، وفقًا لمسؤول في البيت الأبيض وشخص مطلع على الأمر.
مع هذا، لم تستبعد هذه التوجيهات، على ما يبدو، مداهمات مواقع العمل في قطاعات أخرى، مثل مداهمة مصنع ملابس في لوس أنجلوس، التي أشعلت شرارة الاحتجاجات.
وفي الأسابيع الأخيرة، دعا ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، علنًا إلى "الحد الأدنى" المتمثل في 3000 اعتقال يوميًا.
وفي أعقاب تعليقات ميلر، ارتفعت عمليات الاعتقال إلى أكثر من 2000 شخص يوميًا، الأسبوع الماضي، وفي الأيام والأسابيع الأخيرة، أجرى مسؤولون من دائرة الهجرة والجمارك مداهمات في المطاعم والمصانع والشركات بجميع أنحاء البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين، الخميس: "سنتبع توجيهات الرئيس ونواصل العمل على إبعاد أسوأ المجرمين الأجانب غير الشرعيين عن شوارع أمريكا".