الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بالذكاء الاصطناعي.. استراتيجية ترامب لكسب جمهور وسائل التواصل

  • مشاركة :
post-title
صورة موّلدة بالذكاء الاصطناعي للرئيس دونالد ترامب بمناسبة مرور 6 أشهر من ولايته الثانية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بمناسبة مرور ستة أشهر على الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، نشر البيت الأبيض منشورًا على وسائل التواصل الاجتماعي يعد فيه باستمرار ثلاثة أشياء مع تقدم ولايته: "الفوز"، والترحيل، والرسوم التعبيرية الساخرة؛ كما جاء في تعليق آخر مُصاحب رسم توضيحي لترامب أمام علم أمريكي، ونسر أصلع، وألعاب نارية، وأوراق نقدية "انتبه: ترامب لم يأتِ للعب".

ويشير تقرير لشبكة NBC News إلى أن هذا المنشور يُلقي الضوء على كيفية تعامل البيت الأبيض مع استراتيجيته العامة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال ولاية ترامب الثانية.

في السابق، كانت حسابات البيت الأبيض الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي تُستخدم على نطاق واسع للترويج لسياسات الرؤساء. لكن منذ يناير، غيّرت إدارة ترامب لهجتها على منصات التواصل الاجتماعي لتلبية تطلعات قاعدتها المؤيدة لـ "MAGA /جعل أمريكا عظيمة مجددًا".

ويبدو أن العديد من المنشورات تُظهر عدوانية تجاه بعض الأهداف السياسية القديمة لترامب، مثل المهاجرين والديمقراطيين.

وتختلف حسابات البيت الأبيض الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك حسابات الهيئات والوكالات الحكومية، عن الحسابات الشخصية لترامب أو غيره من المسؤولين.

وتُنقل هذه الحسابات الرسمية إلى كل إدارة جديدة ليستخدمها مسؤولوها، ومنذ عهد إدارة أوباما، أرشفت إدارة الأرشيف الوطني محتوى كل حساب، امتثالاً لقانون السجلات الرئاسية.

جذب الجمهور

تُبرز العديد من المنشورات الرسمية للبيت الأبيض، أو تقتبس، عبارات من حساب ترامب الشخصي على منصته "تروث سوشيال"، حيث ينتقد خصومه السياسيين باستمرار أو يشارك صورًا يبدو أنها صُنعت باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

يرصد التقرير عددًا من منشورات البيت الأبيض في عهد ترامب الثاني، بينها رسمًا كاريكاتوريًا لشخص يبدو أنه مهاجر يبكي أثناء اعتقاله، وحسابًا وهميًا على تطبيق مواعدة يُطابق امرأة "مُعتقلة حديثًا" مع وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، وبطاقة عيد الحب كُتب عليها: "الورود حمراء، والبنفسج أزرق. تعال إلى هنا بشكل غير قانوني وسنُرحّلك".

أثارت هذه المنشورات صدمةً على الإنترنت، ويبدو أن البيت الأبيض نفسه أشار إليها هذا الشهر. ففي منشور على موقع "إكس"، كتب الحساب الرسمي: "لا ينص الدستور على منع نشر ميماتٍ ساخرة". وكانت الصورة في المنشور هي لافتةٌ على حديقة البيت الأبيض كُتب عليها: "يا إلهي، هل نشر البيت الأبيض هذا حقًا؟".

كما نشرت حسابات البيت الأبيض صورًا مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لترامب في صورة البابا، وشخصية من سلسلة "حرب النجوم"، وسوبرمان؛ وذلك في منشورات مصممة "لجذب انتباه الناس"؛ كما نقل التقرير عن جوشوا تاكر، المدير المشارك لمركز وسائل التواصل الاجتماعي والسياسة بجامعة نيويورك.

ولفت تاكر إلى أن منصات التواصل الاجتماعي "تغيرت جذريًا" منذ ولاية ترامب الأولى، حيث كان المستخدمون يشاهدون منشورات الحسابات التي يتابعونها فقط. أما الآن، فتستخدم العديد من منصات التواصل الاجتماعي خوارزمية مخصصة لكل حساب "والتي تعطي الأولوية للمحتوى الرائج والواسع الانتشار".

وقال: "لسنا في عصرٍ يُفترض فيه أن نرى جميع متابعينا بمجرد التغريد، بل أن نبتكر شيئًا جذابًا"؛ مضيفًا أن من بين السلبيات المحتملة لهذه الاستراتيجية هي "رفض البيت الأبيض للمعايير الخاصة بالبيانات الرسمية".

أمريكا أولًا

عندما سُئلت عن استخدام الإدارة لوسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة ولاية ترامب الثانية، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ليز هيوستن: "تسلط الحسابات الرقمية للبيت الأبيض الضوء يوميًا على أجندة "أمريكا أولاً" التي تحظى بشعبية واسعة النطاق للرئيس ترامب والتحسينات الملموسة في نوعية الحياة التي قدمها للأمريكيين في جميع أنحاء البلاد".

وتلفت NBC News إلى أن حسابات حكومية رسمية أخرى لهيئات مختلفة "اتخذت نبرة مماثلة".

فقد روّج الحساب الرسمي لوزارة الأمن الداخلي للترحيل الذاتي عبر تطبيق CBP One بنشر فيديو مُرفق بأغنية "خذني إلى الوطن، يا طرق الريف". وتُعدّ أغنية "آيس، آيس بيبي" الموسيقى التصويرية لفيديو آخر يُرشد المشاهدين إلى خط المساعدة السريع التابع لإدارة الهجرة والجمارك.

أيضًا، في يونيو، نشرت وزارة الأمن الداخلي ما بدا أنه صورة مُعدّة بالذكاء الاصطناعي لتماسيح ترتدي قبعات كُتب عليها "ICE"، وكتبت في المنشور: "قريبًا". وذلك في خضم افتتاح مركز احتجاز المهاجرين المثير للجدل في فلوريدا، والذي أطلق عليه الجمهوريون في الولاية بشكل غير رسمي اسم " ألكاتراز التمساح".

وعندما سُئلت عما إذا كانت تشعر بالقلق بشأن المحتوى المثير للانقسام أو الاستخفاف بالقضايا التي تريد الإدارة من الناس أن يأخذوها على محمل الجد، قالت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين: "لا على الإطلاق".

وقالت ماكلولين إنها ترى أن دور حسابات وزارة الأمن الداخلي على وسائل التواصل الاجتماعي هو إعطاء الناس "الحقيقة" والالتفاف على المنافذ الإعلامية التي تعتبرها معادية".

وأضافت: "قبل ثماني سنوات، في عهد إدارة ترامب الأولى، لم تكن لدينا بيئة تواصل اجتماعي كما هي اليوم، ولذلك أعتقد أننا كنا أكثر التزامًا بما تقوله وسائل الإعلام، ولم نكن قادرين بالضرورة على تصويب الحقائق".