قدَّمَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيته الخاصة لما يمكن أن يكون عليه الذكاء الاصطناعي، وما بوِسع الولايات المتحدة تقديمه لهذه التقنيات، بما يضمن تعزيز جهود الابتكار.
وتعهَّد الرئيس الأمريكي، خلال حدثٍ يتعلق بالذكاء الاصطناعي، بأن إدارته ستعمل كل ما يلزم لقيادة العالم في هذا المجال المتطور، بما في ذلك اتخاذ سياسات من شأنها توفير البيئة المُثلى للإبداع والابتكار، مؤكدًا أنه سيكون في صميم التحولات الاقتصادية الكبرى في المستقبل.
وفي سياق استعراضه لأبرز معالم خططه للتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأولوية قصوى في الاقتصاد الأمريكي، رأى ترامب أن هذه التقنيات تستلزم إطلاق ما وصفه بـ"ثورة إنتاجية جديدة" تجرها قاطرة الابتكار التكنولوجي والشراكات العادلة على المستوى الاقتصادي.
وقال مسؤولون إن البيت الأبيض في عهد ترامب سيُلغى بعض قواعد إدارة سلفه جو بايدن المتعلقة بدعم مصانع أشباه الموصلات، والمتعلقة بمتطلبات التنوع والإنصاف والتكامل وتغير المناخ، لافتًا إلى أن البيت الأبيض يسعى إلى تبسيط تصاريح مراكز البيانات ومصانع أشباه الموصلات والطاقة التي تُشغّلها.
وتوافق هذا النهج -الذي رسم ترامب بعض ملامحه- مع تأكيدات سابقة لمايكل كراتسيوس، رئيس مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، الذي أشار إلى أنه سيتم اتخاذ أكثر من 90 إجراء سياسيًا في العام المقبل بشأن الذكاء الاصطناعي، وذلك على الرغم من أن التفاصيل المتعلقة بالعديد من هذه الإجراءات لا تزال قيد التطوير، وتعتمد في الأساس على مدخلات هذه التقنيات المتطورة.
ويؤكد "كراتسيوس" أن قواعد المشتريات الفيدرالية سوف تخضع لعدة تغييرات، بما يسمح لمنصات الذكاء الاصطناعي التي تعتبر خالية من "التحيز الأيديولوجي".
ولامس حديث رئيس مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، العديد من الجوانب البيروقراطية التي قد تمثل عقبات في طريق ابتكارات الذكاء الاصطناعي، إذ رأى أن اللوائح التنظيمية المعمول بها فيدراليًا تعوق تطوير هذه التقنيات المتطورة، خصوصًا فيما يخص الخدمات المالية والزراعة والصحة والنقل.
وأضاف كراتسيوس، وهو أحد تلاميذ الملياردير التكنولوجي بيتر ثيل: "لا يمكننا تحمّل تداعيات النهج التنظيمي الأوروبي المُدمّر للابتكار".
وقال ديفيد ساكس، وهو مسؤول تنفيذي سابق في مجال التكنولوجيا وكبير مستشاري ترامب في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة: "نعتقد أننا في سباق.. إنها منافسة عالمية الآن للريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، ونريد أن تفوز الولايات المتحدة بهذا السباق".
وبينما ركَّزت إدارة الرئيس السابق جو بايدن على المخاطر المجتمعية للذكاء الاصطناعي، وأطلقت مبادرات لضمان عدم استخدام الأنظمة الآلية لانتهاك الحقوق المدنية، تُركز إدارة ترامب على تجاوز قدرات الصين في هذا المجال.
وفي حين تشيد شركات الذكاء الاصطناعي الكبيرة والصغيرة بجهود ترامب لتسريع تطوير هذه التقنيات، يرى المنتقدون أن آراء المُطَّلعين على الصناعة لا تكفي وحدها لتكوين القواعد الحكومية في هذا المجال، حتى وإن جادلوا بأن مثل هذه القواعد من المرجح أن تعزز القطاع.