قضت أعلى محكمة إدارية هولندية، اليوم الأربعاء، بألا تعيد هولندا طالبي اللجوء الذكور العزّاب إلى بلجيكا، مشيرة في حكمها إلى "فشل بروكسل المنهجي" في تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ وفق ما نقلته النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
وفي حكم كان انتقاديًا بشكل لافت لسياسة اللجوء البلجيكية، قال مجلس الدولة الهولندي -الذي يتعامل مع المسائل الإدارية وليس الجنائية أو المدنية- إن "القصور في وضع الاستقبال والحماية القانونية لطالبي اللجوء الذكور العازبين أصبح الآن هيكليًا للغاية".
وأضاف: "هذه المجموعة (الذكور العزّاب)، عند عودتهم إلى بلجيكا، يواجهون خطر الوقوع في الشوارع وعدم القدرة على توفير احتياجاتهم الأساسية".
نقص هيكلي
بموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، يجوز للدول إعادة طالبي اللجوء إلى الدولة التي سُجِّلوا فيها أول مرة لدى وصولهم إلى دول الكتلة. ويستند هذا المبدأ إلى افتراض أن جميع دول الاتحاد الأوروبي تُقدِّم للاجئين مستوى الحماية نفسه.
وتعطي بلجيكا الأولوية للأسر والنساء عند تقديم المأوى للاجئين؛ ويجب على الرجال العزّاب التسجيل في قائمة الانتظار.
واعتبارًا من الأسبوع الماضي، بلغ عدد الرجال المدرجين في تلك القائمة 1800 رجل. وقد انخفض هذا العدد في الأشهر الأخيرة، ويحصل العديد منهم على مأوى مؤقت في ملاجئ للمشردين في بروكسل، وفقًا لوكالة اللجوء البلجيكية "فيداسيل".
ولفت مجلس الدولة الهولندي إلى أن نقص المأوى لطالبي اللجوء الذكور العزّاب في بلجيكا أصبح الآن "هيكليًا" وليس "مؤقتًا".
وأضافت المحكمة الهولندية أن المجموعة تفتقر أيضًا إلى "الحصول على حماية قانونية فعّالة لأن السلطات البلجيكية لا تمتثل لأحكام المحاكم ولا تدفع الغرامات".
وأشار مجلس الدولة إلى أن "لامبالاة" السلطات البلجيكية تجاه معالجة هذه العيوب تحولت إلى "فشل منهجي".
'We lanceren ontradingscampagnes op verschillende sociale media met de boodschap: de opvang in België zit vol, kom niet naar hier. Deze zijn gericht op landen van herkomst én transitlanden zoals Griekenland', zegt minister van Asiel en Migratie @anneleen_vb. #DeTafelVanGert👇 pic.twitter.com/vsGbcNpCSb
— N-VA (@de_NVA) March 20, 2025
لا تأتوا إلينا
في مارس الماضي، ظهرت وزيرة اللجوء والهجرة والاندماج البلجيكية، آنيلين فان بوسويت، على التلفزيون، قائلة إن الحكومة أطلقت للتو حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تهدف إلى ثني المهاجرين عن القدوم إلى بلجيكا، وأوضحت أن "مراكز الاستقبال ممتلئة".
وأكدت: "سنطلق حملة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، رسالتنا واضحة: مراكز الاستقبال في بلجيكا ممتلئة، لا تأتوا إلى هنا".
وتم إطلاق هذه الحملات على شكل مقاطع فيديو "قصيرة"، نشرت على موقع "يوتيوب" وتم تداولها على تطبيق "واتساب".
وتركّز المقاطع على أن "مراكز الاستقبال ممتلئة" وأن "طلبات اللجوء تستمر في التراكم"، مع مشاركة صور للخيام المنصوبة على الأرصفة في البلاد.
وتعاني بلجيكا من أزمة إيواء للمهاجرين، واستهلاك قدرات الاستقبال. وفي نهاية عام 2024، كان هناك نحو 3000 طالب لجوء ينتظرون الحصول على سكن في شبكة الاستقبال الوطنية Fedasil"". وحاليًا، يعيش الكثير منهم في الشوارع أو في المساكن غير المرخصة. ويضطر معظمهم إلى الانتظار ستة أشهر للحصول على مكان للإيواء.
ومنذ ما يقرب من عامين، قررت الحكومة البلجيكية عدم توفير أماكن للرجال غير المتزوجين، وإعطاء الأولوية للعائلات والنساء والأطفال.