أفادت مصادر داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد إزاء سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الملف السوري، وسط تصاعد التوترات الناتجة عن الضربات الإسرائيلية المتكررة في جنوب سوريا، التي وصفتها بعض الشخصيات الأمريكية البارزة بأنها "غير منضبطة وخطيرة".
ووفقاً لما نقلته شبكة "أكسيوس"، وصف مسؤول بارز في البيت الأبيض نتنياهو بـ"الجنون"، قائلًا: "بيبي يتصرف كالمجنون، إنه يقصف كل شيء طوال الوقت. هذا قد يقوض ما يحاول ترامب تحقيقه".
وأضاف مسؤول آخر من الدائرة المقربة من الرئيس: "نشعر وكأن هناك أزمة جديدة كل يوم. ما هذا الجنون؟ إنه "طفل لا يريد أن يتصرف بشكل لائق".
الغضب الأمريكي تفجر مؤخرًا بعد أن ضربت قذيفة دبابة إسرائيلية كنيسة كاثوليكية في غزة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وبينما لم يُدل ترامب بتصريحات علنية حول الحادث، ذكرت مصادر مطلعة أنه أجرى مكالمة هاتفية "غاضبة" مع نتنياهو، طالبًا منه إصدار بيان اعتذار رسمي، وهو ما فعله الأخير لاحقًا.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن رد فعل ترامب "لم يكن إيجابيًا على الإطلاق"، مؤكدة وجود حالة من التوتر داخل الإدارة بسبب تصرفات نتنياهو.
وقال مسؤول ثالث في الإدارة الأمريكية إن هناك "تزايدًا في الشكوك تجاه نتنياهو وسياسته"، مضيفًا أن "نتنياهو أحيانًا يتصرف كطفل لا يمكنه الانضباط". وبينما لم تتضح بعد ما إذا كانت هذه التصريحات تعكس رأي ترامب شخصيًا، فإنها ليست المرة الأولى التي يُعبر فيها عن استيائه من السياسة الإسرائيلية.
خلال الشهر الماضي، وجه ترامب انتقادًا علنيًا غاضبًا لإسرائيل بعد أن خططت لشن غارة جوية واسعة ردًا على إطلاق صاروخ إيراني واحد، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عقب حرب استمرت 12 يومًا.
وتزامنت الأزمة الأخيرة مع تجدد الضربات الإسرائيلية في جنوب سوريا، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية الثلاثاء الماضي وحدات تابعة للجيش السوري أثناء دخولها مدينة السويداء، في أعقاب اتهامات بارتكاب مجازر ضد المدنيين من الطائفة الدرزية. وفي اليوم التالي، شنّت القوات الإسرائيلية غارات على مبانٍ حكومية حساسة في دمشق، من بينها مقرات عسكرية ومواقع قريبة من القصر الرئاسي.
ونقلت "أكسيوس" عن مصادر قولها إن المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم باراك، طلب من إسرائيل وقف الهجمات مؤقتًا لإتاحة الفرصة للدبلوماسية، وهو ما وافقت عليه تل أبيب. لكن إسرائيل عادت ونفّذت هجمات مكثفة بعد أقل من 24 ساعة، ما أثار استياء واشنطن وعدد من حلفائها.
وقال مسؤول أمريكي: "فوجئ الرئيس بالضربات في سوريا. إنه لا يحب أن يفتح التلفزيون ويرى القنابل تُلقى على دولة يحاول تحقيق السلام فيها".
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن "ترامب شجّع في بداية ولايته على الحفاظ على المكاسب في سوريا، ولم يشتكِ سابقًا من العمليات العسكرية هناك".
وأضاف: "حاولنا أن نشرح لهم أن ما يحدث هو التزام أخلاقي منا تجاه الطائفة الدرزية".