أظهر استطلاع جديد للرأي في إيطاليا أن 16% فقط من الإيطاليين على استعداد للقتال من أجل بلادهم؛ في الوقت الذي يتصاعد فيه دوي طبول الحرب في أوروبا، وبالتزامن مع انضمام إيطاليا إلى دول أخرى في حلف شمال الأطلسي في التعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي الوطني بعد سنوات من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة والحربين المستمرتين في الجوار، سواء في أوكرانيا أو الشرق الأوسط.
ووفق تقرير لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، وجد مركز دراسات الاستثمار الاجتماعي (CENSIS) أن ما يقرب من ثلث الإيطاليين يعتقدون أن البلاد سوف تشارك بشكل مباشر في حرب خلال خمس سنوات، لكن هذا لم يُترجم إلى الرغبة في الانضمام إلى الجيش.
ووفق الاستطلاع، بدا أن أقل من واحد من كل ستة من الشباب في سن القتال سيكونون على استعداد لحمل السلاح.
ويقول نحو 39% من الإيطاليين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عامًا، إنهم يعلنون أنفسهم "معارضين بضمائرهم" للخدمة العسكرية في حالة الحرب، في حين سيحاول 19% التهرب من التجنيد بطريقة أخرى، ويفضل 26% أن تستأجر إيطاليا مرتزقة أجانب للدفاع عنها.
ولضمان أمن إيطاليا، فإن 49% من الإيطاليين يؤيدون تعزيز حلف شمال الأطلسي، في حين يرغب 58% في رؤية نظام دفاعي متكامل للاتحاد الأوروبي، بجيش واحد، تحت قيادة موحدة وشراء مشترك للأسلحة.
الإنفاق العسكري
الشهر الماضي، قالت إيطاليا إنها ستحسب تكلفة الجسر الجديد الذي يصل إلى صقلية، ضمن إنفاقها الدفاعي لتلبية هدف حلف شمال الأطلسي للإنفاق العسكري البالغ 5% من الناتج المحلي الإجمالي.
وحاليًا، تعكف رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني على إعادة النظر في المشروع المتعثر لبناء معبر فوق مضيق "ميسينا"؛ باعتباره قرارًا استراتيجيًا حيويًا لوجود التحالف الغربي في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت "ميلوني" إن الجسر من شأنه أن يعزز دفاعات أوروبا من خلال تسهيل حركة القوات إلى القواعد العسكرية الأربع في صقلية.
ومن خلال إدراج المعبر كأصل عسكري، يمكن احتسابه ضمن الهدف الجديد لحلف شمال الأطلسي، الذي يتطلب إنفاقًا جديدًا على البنية الأساسية المتعلقة بالدفاع.
خطة ترامب
على الرغم من ارتفاع الإنفاق الدفاعي بنسبة 46% على مدى العقد الماضي، فإن إيطاليا هي واحدة من أقل الدول إنفاقًا على الجيش في حلف شمال الأطلسي، حيث استهدفت 1.49% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي للميزانية الدفاعية في العام الماضي.
وبينما تدرس الحكومات في مختلف أنحاء أوروبا ما إذا كانت ستشارك في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرسال أسلحة أمريكية الصنع إلى أوكرانيا التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، رفضت إيطاليا المشاركة.
وتشمل خطة ترامب، التي بدأت بالفعل مع ألمانيا، حلفاء أوكرانيا في القارة، إلى جانب كندا، لشراء أسلحة "عالية الجودة" -بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت"- من واشنطن قبل تسليمها إلى كييف.
وذكرت الحكومة الإيطالية أنها لن تشتري أسلحة، لكنها قد تساعد في توفير الخدمات اللوجستية لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب تقارير إعلامية إيطالية.
ونقلت صحيفة "لا ستامبا" عن مصدر حكومي: "لم يكن هناك أي حديث عن شراء أسلحة أمريكية".