تعيد بريطانيا وألمانيا ربط علاقاتهما من خلال مشروع خط سكك حديدية مباشر، في إطار معاهدات الصداقة الثنائية، حيث من المرجح أن تنطلق رحلات قطارات شبيهة بـ"يوروستار" بين لندن ومدن ألمانية مثل فرانكفورت، وذلك ضمن خطط يعدّها كل من السير كير ستارمر وفريدريش ميرز قبل قمة لندن المرتقبة، وفقًا لما أوردته صحيفة "التليجراف".
تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود الحكومة البريطانية لإعادة بناء علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بعد "بريكست". ومن المنتظر أن يوقّع الزعيمان "معاهدة صداقة" تتضمن خطة عمل لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات متعددة، بما في ذلك تسهيل الربط عبر السكك الحديدية.
ومن المقرر أن يتعهد كل من ميرز وستارمر بإزالة العقبات التي تعرقل تشغيل خدمات القطار المباشر بين لندن وفرانكفورت، مع طموحات بتمديد المسار لاحقًا ليصل إلى برلين. وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني سيستقبل المستشار الألماني في زيارة رسمية هي الأولى له إلى المملكة المتحدة منذ فوزه في الانتخابات في فبراير الماضي.
ترى الحكومة البريطانية أن الخطط الجديدة لربط السكك الحديدية مع ألمانيا تتعدى كونها رمزية لتعزيز العلاقات بعد "بريكست"، إذ تعتقد أن لها فوائد ملموسة تمتد إلى دعم الاقتصاد وتنشيط السياحة، فضلًا عن كونها بديلًا أكثر استدامة مقارنة بالرحلات الجوية، بحسب ما أفادت به "التليجراف".
وتتضمن المبادرات المرتقبة تشكيل مجموعة عمل مختصة بهدف تيسير إنشاء خطوط قطارات مباشرة تربط محطة سانت بانكراس الدولية في لندن بمحطات في ألمانيا. وأكدت مصادر عدة للصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الربط القاري.
ومن المتوقع أن تكون الوجهات الأولى التي ستشملها الخدمة كلٌ من فرانكفورت، بصفتها مركزًا ماليًا رئيسيًا، ومدينة كولونيا. كما تأمل الأطراف المعنية في إطلاق خط مباشر يصل لندن بالعاصمة الألمانية برلين، على غرار خطوط "يوروستار" الحالية التي تربط لندن بكل من باريس وبروكسل وأمستردام.
وفي السياق ذاته، تخوض شركتا "يوروستار" و"دويتشه بان" الألمانية مفاوضات بشأن المسارات الجديدة، خاصة مع إعلان "يوروستار" عن حصولها على 50 قطارًا جديدًا ضمن استثمار بقيمة 2 مليار جنيه إسترليني، ما قد يُمهّد لانطلاق الخدمة في وقت مبكر من عام 2030.
يُشكّل إنشاء خطوط قطارات مباشرة جديدة تحديًا كبيرًا، نظرًا لما يواجهه من عقبات قانونية وتشغيلية وهندسية، وغالبًا ما يتطلب تدخلًا ودعمًا مباشرًا من الحكومات لتجاوز هذه المعوّقات، حسبما أوضحت "التليجراف".
وفي هذا الإطار، ستتولى مجموعة العمل المشتركة – التي تضم مسؤولين من بريطانيا وألمانيا – دراسة السبل الكفيلة بتيسير تنفيذ هذه المسارات الجديدة وتخطي التحديات المرتبطة بها. وتشير الخطط الأولية إلى أن الرحلة الأولى بين لندن وفرانكفورت قد تستغرق نحو خمس ساعات، ما يجعلها بديلًا تنافسيًا للرحلات الجوية من حيث الوقت والراحة.
ومن المرجح أن يمر الخط عبر العاصمة الفرنسية باريس، الأمر الذي يُسهم في معالجة المسائل المتعلقة بفحوصات الحدود وجوازات السفر عند دخول منطقة شنجن. حاليًا، تُجرى هذه الإجراءات في محطة سانت بانكراس بلندن قبل المغادرة، ما يجعل الدمج مع المسارات القائمة حلًا عمليًا لتقليل التعقيدات اللوجستية.
ومن المتوقع أن توقّع لندن وبرلين مذكرة تفاهم لإضفاء الطابع الرسمي على تعاونهما لوضع أسس التجارة والسياحة التي تعزز الخدمات التجارية.
كما سيوقّع البلدان معاهدة تعاون دفاعي، وسيعلنان عن اتفاقية تُسهّل التبادلات المدرسية بعد انخفاض بنسبة 80% في الرحلات المدرسية الألمانية إلى المملكة المتحدة منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.