الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من العداء إلى التحالف.. معاهدة دفاعية غير مسبوقة بين بريطانيا وألمانيا

  • مشاركة :
post-title
القوات الألمانية ونظيرتها البريطانية اثناء تدريب مشترك - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تستعد بريطانيا وألمانيا لتوقيع أول معاهدة تعاون دفاعي بينهما منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال زيارة المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز إلى لندن هذا الأسبوع، في خطوة تاريخية، تعكس التحولات الجيوسياسية الجديدة في أوروبا.

تفاصيل المعاهدة وزيارة ميرز التاريخية

كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية عن أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرز سيوقعان على اتفاقية، تنص على التزام البلدين بتقديم المساعدة المتبادلة في حالة تعرض أي منهما لهجوم عسكري.

وتأتي هذه الخطوة الرمزية كجزء من محاولات قادة البلدين لتطوير علاقة عمل قوية.

وتشمل زيارة ميرز قضاء وقت في مقر تشيكرز، القصر الريفي الذي يعود للقرن السادس عشر في باكينجهام شاير، والذي يُعتبر المقر الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني.

كما تبني هذه المعاهدة الثنائية على اتفاقية "ترينيتي هاوس" التي وُقعت في الخريف الماضي، وتتضمن التزامًا لكل دولة بمساعدة الأخرى في حالة تعرضها لهجوم، وفقًا لمصادر حكومية مطلعة على المناقشات.

تحالف ثلاثي في مواجهة التهديدات

تُعتبر هذه المعاهدة جزءًا من "التحالف المثلثي" الناشئ بين لندن وباريس وبرلين، وفقًا لمصادر الصحيفة البريطانية.

ووافق ستارمر على تعزيز التعاون في مجال الأسلحة النووية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الرسمية الأسبوع الماضي، مؤكدًا للصحفيين أن هذا التعاون "مهم مثل اتفاقية القوارب الصغيرة للمهاجرين".

وزادت البلدان الثلاثة بشكل ملحوظ من إنفاقها الدفاعي منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، مما أثار شكوكًا حول التزام الولايات المتحدة طويل المدى بالأمن الأوروبي.

ووصف مصدر في الحكومة البريطانية الاتفاقية بأنها "تعبير عن التوجه البريطاني الجديد نحو أوروبا"، في إشارة إلى سعي ستارمر لـ"إعادة التوازن" مع الاتحاد الأوروبي منذ توليه المنصب.

وبينما تُعتبر بريطانيا وألمانيا عضوين في حلف شمال الأطلسي، الذي ينص بنده الخامس على أن الهجوم على عضو واحد يُعتبر هجومًا على الجميع، فإن هذه الاتفاقية الثنائية تأتي كتأكيد رمزي على ترابط المصالح الأمنية البريطانية والألمانية في مواجهة روسيا التوسعية.

تسهيلات التبادل الثقافي والتعليمي

تتضمن الاتفاقية أيضًا تسهيلات لسفر الأطفال الألمان في رحلات مدرسية إلى بريطانيا، مما يعزز الروابط الثقافية والتعليمية بين البلدين.

وحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، سيتمكن المعلمون من اصطحاب الطلاب في زيارات دون الحاجة للحصول على تأشيرات، بل تُقدَّم قوائم بأسماء الطلاب للموافقة السريعة.

ويأمل المسؤولون أن تساعد هذه الخطوة في عكس الانخفاض البالغ 80% في الرحلات المدرسية الألمانية إلى بريطانيا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.