كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية أن الطائرات المقاتلة النووية الجديدة التي ستمتلكها بريطانيا ستكون محمية بسياج ارتفاعه "خمسة أقدام" فقط ما يمكن للمخربين تسلقه بسهولة.
كذلك فإن عددًا من أهم قواعد سلاح الجو الملكي البريطاني (RAF) معرضة لهجمات محتملة من قبل عملاء أجانب؛ من بينها قاعدة مستقبلية مقترحة لمقاتلات F-35 البريطانية، وقاعدتان حددتهما منظمة "فلسطين أكشن" الأسبوع الماضي كأهداف.
وأشار التقرير إلى أنه في بعض الأحيان، تكون مهابط الطائرات "الضعيفة" محمية بسياج خشبي أو بدون حماية على الإطلاق؛ لافتا إلى أن نقاط الضعف الأمنية المحتملة أصبحت متاحة للعامة باستخدام برنامج Street View، والذي قال خبراء إن القوى الأجنبية المعادية كانت ستتمكن بالفعل من استخدامه لتقييم نقاط ضعفها.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع البريطانية: "في أعقاب الحادث الأمني الذي وقع في قاعدة القوات الجوية الملكية بريز نورتون، نقوم بمراجعة إجراءات الأمن بشكل عاجل في جميع أنحاء المجمع الدفاعي؛ وقمنا على الفور بتنفيذ سلسلة من التدابير الأمنية المعززة في جميع المواقع".
6 أقدام
رغم تعهد منظمة "فلسطين أكشن" بمداهمة القواعد الجوية في جميع أنحاء بريطانيا، بعد أن شق المتظاهرون طريقهم داخل وخارج قاعدة "بريز نورتون" الجوية في أوكسفوردشاير الشهر الماضي دون أن يتم اكتشافهم؛ لكن يبدو أن سلاح الجو البريطاني لم يبذل سوى محاولات قليلة لتعزيز المحيط المادي لقواعده منذ التوغل، الذي تعرضت فيه طائرتان عسكريتان للتخريب.
وفي القواعد التي تناولها تحقيق "تليجراف، كانت الدوريات نادرة، وكانت الأسلاك الشائكة غائبة على مسافات كبيرة، ولم تكن كاميرات المراقبة تغطي محيطها بالكامل.
في أحد المواقع، القاعدة الرئيسية للاستخبارات والمراقبة التابعة لسلاح الجو البريطاني، يتكون جزء من محيط القاعدة بطول 700 متر بالقرب من مدرجها من التحوطات والأسوار المعدنية والخشبية التي يصل ارتفاعها إلى 6 أقدام فقط "وذلك في منطقة تتميز بأنها خالية من الأسلاك الشائكة، وتوفر للمتسللين فرصة سريعة للهروب إلى الطريق السريع A15".
وفي مكان قريب، توجد قاعدة أخرى، وهي موطن لأسراب مقاتلات "تايفون"، محمية فقط بسياج خشبي على شكل حديقة بارتفاع 6 أقدام يمتد لحوالي 1.5 ميل على طول محيطها الشمالي والشرقي.
وفي موقع آخر، يستعد لضم أحدث جيل من مقاتلات F-35، القادرة على حمل رؤوس نووية، والتي تم شراؤها الشهر الماضي "فإن كل ما يعيق المتسللين المحتملين هو سياج شبكي بطول 1.8 متر، خالٍ من الأسلاك الشائكة على امتداد 200 متر من محيطه".
قواعد تدريب
يلفت التقرير إلى أن محيط قاعدتي سلاح الجو اللتين تم تحديدهما كأهداف من قبل منظمة "فلسطين أكشن" في اجتماع عقد الأسبوع الماضي، كانت إحداهما مدرسة تدريب ضباط سلاح الجو "يضم محيطها قسمًا بطول أربعة أميال يتكون من جدران حجرية جافة، وأسوار خشبية مكسورة، وأسيجة شجيرات، أو لا شيء على الإطلاق".
أيضًا، تشتمل القاعدة على سلسلة من نقاط الوصول الطارئة التي لا تتمتع بحماية جيدة. اثنتان منها مفتوحتان تمامًا، وواحدة محمية بحواجز معدنية متحركة ولافتة مكتوب عليها: "ممنوع الدخول".
ويحتوي محيط الموقع الآخر، والذي يتكون معظمه من سياج شجري، على ثلاثة حواجز بوابة غير مأهولة "وهي ليست واسعة بما يكفي لتغطية الفجوات الخاصة بها في السياج، ويبدو أنه تم مؤخرًا تركيب أسوار معدنية سوداء جديدة بارتفاع 10 أقدام لتحل محل ثلاثة حواجز بوابة أخرى".
تدابير أمنية
رغم هذه الثغرات، تشير "تليجراف" إلى أن سلاح الجو البريطاني اتخذ تدابير مشددة عقب التسلل إلى قاعدة "بريز نورتون"، وأن الإجراءات الأمنية في جميع القواعد قيد المراجعة؛ كما تم تطبيق تدابير أمنية "متعددة الطبقات" داخل القواعد، وتشمل التدابير الأمنية غير المرئية أجهزة استشعار الحركة الإلكترونية.
أيضًا، نقل التقرير عن مصادر إن هناك حدودا للسلامة الجوية فيما يتعلق بارتفاع الأسوار التي يمكن إقامتها مباشرة بجوار المدرجات. حيث تتكون غالبية محيطات القواعد الخمس من سياج معدني مغطى بالأسلاك الشائكة، كما أن البوابات الرئيسية يحرسها أفراد يرتدون الزي الرسمي.
كما يتم إجراء دوريات متكررة من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية ووحدات الشرطة والكلاب، كما توجد لافتات تحذر الناس من الاقتراب.