تدق الحكومات الوطنية ناقوس الخطر بشكل متزايد بشأن أضرار وسائل التواصل الاجتماعي على صحة القاصرين، بعد أن أعلنت المفوضية الأوروبية أن بإمكان الدول تطبيق حظرها الوطني الخاص على استخدام القاصرين لوسائل التواصل الاجتماعي، وذلك ضمن إرشادات جديدة بموجب قانون الخدمات الرقمية القوي.
وتعرضت الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لضغوط في الأشهر الأخيرة لتطبيق تدابير لحماية القاصرين على الإنترنت، ودعت الحكومات الوطنية في فرنسا والدنمارك وإسبانيا ودول أخرى إلى فرض قيود على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتقد البعض الاتحاد الأوروبي لعدم تحركه بالسرعة الكافية.
أيد كل من فرنسا وهولندا حظرًا تامًا على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للقاصرين دون سن 15 عامًا. وأعربت اليونان عن اعتقادها بضرورة اشتراط موافقة الوالدين على استخدام الأطفال دون سن معينة، وتدفع الدنمارك، التي تقود حاليًا العمل في مجلس الاتحاد الأوروبي، نحو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة على مستوى الاتحاد الأوروبي.
كما اقترحت شركة التكنولوجيا العملاقة "ميتا" قيودًا قانونية تتطلب موافقة الوالدين على استخدام أطفالهم لوسائل التواصل الاجتماعي دون سن معينة.
قالت وزيرة الشؤون الرقمية الدنماركية، كارولين ستيج أولسن، التي قدمت الإرشادات إلى جانب رئيسة قسم التكنولوجيا في المفوضية، هينا فيركونن: "التحقق من السن ليس أمرًا مُحببًا، إنه ضروري للغاية".
تسعى إرشادات المفوضية الجديدة لحماية القاصرين على الإنترنت إلى ضمان تطبيق مجموعة قواعد مماثلة على المنصات في جميع أنحاء أوروبا بموجب قانون معايير الخصوصية الرقمية (DSA، وهو اللائحة التنظيمية الرائدة للاتحاد الأوروبي بشأن وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه الإرشادات غير مُلزمة، وتُحدد معيارًا للشركات لتفسير متطلبات قانون معايير الخصوصية الرقمية.
أصدرت المفوضية أمس الاثنين أيضًا المواصفات الفنية لتطبيق للتحقق من السن، والذي يُمكن أن يُساعد في التحقق مما إذا كان عمر المستخدمين يزيد على 18 عامًا باستخدام بطاقات الهوية وحتى تقنية التعرف على الوجه. من المقرر اختبار التطبيق في فرنسا واليونان وإسبانيا وإيطاليا والدنمارك، وهي خمس دول تُطالب أيضًا بفرض قيود وتعمل على تطوير حلولها الخاصة للتحقق من السن.
اقترح النص أن على المنصات عدم استخدام سلوك التصفح في أنظمة التوصية الخاصة بها؛ وإيقاف ميزات مثل سلاسل الرسائل وإيصالات القراءة لتقليل إدمان المنصات؛ وضبط إعدادات الخصوصية والأمان افتراضيًا في الإعدادات، على سبيل المثال جعل حساباتهم غير مرئية للمستخدمين الآخرين غير المتصلين بشبكاتهم؛ والنظر في إيقاف بعض الميزات مثل الوصول إلى الكاميرا.