تواجه المدن الساحلية في جنوب أستراليا صعوبات كبيرة في التعامل مع آثار التآكل للشواطئ، الناتج عن انهيارات ضخمة لكميات كبيرة من الصخور والنباتات؛ مما يهدد البُنى التحتية في المدن الواقعة على طول الجرف، حتى إن إحدى أقدم المنارات باتت مهددة بالسقوط.
وكان مجلس مدينة روب الساحلي في أستراليا أكثر تلك الأماكن المهددة، وفقًا لشبكة "إي بي سي أستراليا"، حيث انهار ما لا يقل عن 10 أمتار من الصخور خلال الليل على طول الشاطئ، وهو الحادث الذي سلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي يشكلها التآكل على البنية التحتية للمدينة.
صعوبات كبيرة
ويأتي الانهيار الصخري بعد أقل من شهر من تدمير رصيف روب خلال العواصف الشديدة، ومع تعرض المسلة الشهيرة في المدينة أيضًا لخطر السقوط في البحر، وأكد رئيس مجلس المدينة للشبكة أنه يواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع آثار التآكل، متوقعًا مزيدًا من الانهيارات بسبب عدم استقرار الجرف إلى حد كبير.
واعترف الرئيس التنفيذي للمجلس أن التآكل أسرع من المتوقع، ويقوّض قدرتهم على القيام بالتعافي، بسبب المخاطر المتزايدة التي يشكلها التآكل على البنية التحتية للمدينة، معترفًا بأن استراتيجية التكيّف الساحلي التي قاموا باتباعها كانت تشير فقط إلى أن المنطقة معرضة للخطر، ولكنهم لم يكونوا يتوقعون تطور الأمور بهذه السرعة.
المنارة العتيقة
تلك المشاهد من الانهيارات، في العادة غير مألوفة على طول ساحل مدينة روب، ولكن الحفرة الضخمة التي ظهرت بين المنارة العتيقة التي يعود تاريخ إنشائها إلى 170 عامًا والمسلة، دفعت المسؤولين إلى إغلاق المدينة ومحاصرتها لرصد ودراسة التآكل بصورة أكبر عبر استخدام الطائرات الدرون.
وبحسب الصحيفة، قام المهووسون بعمليات المراهنات بإنشاء مراهنة حول التاريخ الذي قد تسقط فيه تلك المنارة، بينما قام آخرون بعمل مراهنة تتساءل عن أيهما سيسقط أولًا، المنارة أم المسلة، كونهما معرضتين للخطر بشكل كبير.
تراكم الحطام
قام أعضاء المجلس بتشكيل فريق لفحص بيانات المسح لساحل روب من عام 1896، وقاموا بمقارنتها ببيانات من عام 2009، وتبيّن أن بعض الأماكن على طول الجرف تآكلت بما يصل إلى 26 مترًا، وتبيّن لهم أن تراكم الحطام المنهار في بعض الأماكن في قاعدة الجرف كان يحميها من المزيد من التآكل.
ولكن بسبب العواصف العاتية المستمرة، تمّت إزالة الحطام الموجود في قاعدة الجرف الساحلي في العديد من الأماكن؛ مما عرض المكان لمخاطر انهيارات جديدة، كان آخرها السبت الماضي، وهدد المنارة الشهيرة في المكان التي لم تعد تتمتع بأي حماية؛ مما دفع السلطات للتفكير في نقلها إلى مكان آخر.