أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرز، أنه يعمل بشكل مكثف مع القادة الأوروبيين لمنع تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، والمقرر أن تبدأ في الأول من أغسطس المقبل.
تمثل الرسوم الجمركية المحتملة بنسبة 30% تصعيدًا كبيرًا مقارنةً بالمفاوضات السابقة، حيث كان الاتحاد الأوروبي يستعد لرسوم جمركية أساسية بنسبة 10% حتى 7 يوليو، بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأقر "ميرز" بأن الاقتصاد الألماني سيتضرر بشدة من الرسوم الجمركية، ما يُسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها أكبر اقتصاد في أوروبا، ويعكس هذا الوضع تحديات أوسع نطاقًا في العلاقات التجارية عبر الأطلسي، بعد أن أشار الرئيس دونالد ترامب باستمرار إلى عجز في تجارة السلع يبلغ نحو 236 مليار دولار في عام 2024، بينما حثَّ أوروبا على شراء المزيد من السيارات الأمريكية، ومعدات الطاقة، والمعدات الدفاعية.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع ناقش "ميرز" المسألة بشكل مكثف مع كلٍّ من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كما تحدث مباشرةً مع ترامب، وأكد المستشار التزامه بإيجاد حل خلال الأسبوعين ونصف الأسبوع المتبقيين قبل الموعد النهائي.
تنبع الأزمة الحالية بعد انهيار مفاوضات اتفاقية التجارة الشاملة خلال الأسابيع الماضية، بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين، ما دعا ترامب للتهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل.
ويمثل هذا التهديد تصعيدًا كبيرًا إذ كان هدف الاتحاد الأوروبي السابق المتمثل في إبرام اتفاقية تجارية برسوم جمركية أساسية بنسبة 10% بحلول 9 يوليو، وعلى الرغم من ذلك كان الاتحاد الأوروبي يستعد لسيناريوهات متعددة، حال فشل الوصول لاتفاق، بالتخطيط لتدابير انتقامية تستهدف سلعًا أمريكية بقيمة 22.6 مليار دولار، وقد تمت الموافقة عليها بالفعل، مع حزمة أخرى تغطي 102.2 مليار دولار جاهزة للتفعيل عند الضرورة.
ويعود تعقيد المفاوضات وربما فشلها حتى الآن إلى الانقسامات الداخلية في الاتحاد الأوروبي، حيث تُفضل ألمانيا وإيطاليا القبول السريع للصفقات، بينما تحث فرنسا وأيرلندا على اتخاذ موقف أكثر تشددًا، ولا يزال الوضع متقلبًا، كما أثبت ترامب بقطعه المفاجئ لمفاوضات مماثلة مع كندا الأسبوع الماضي بسبب نزاع على ضريبة الخدمات الرقمية.
نشر الرئيس دونالد ترامب رسائل منفصلة على موقع "تروث سوشيال"، الجمعة الماضي، إلى الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم باردو، وكذلك إلى فون دير لاين، يُبلغهما فيها بمعدلات الرسوم الجمركية: "لقد ناقشنا لسنوات علاقتنا التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وخلصنا إلى ضرورة التخلص من هذه العجوزات التجارية طويلة الأمد والكبيرة والمستمرة، الناتجة عن سياساتكم الجمركية وغير الجمركية والحواجز التجارية".
كانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد وجهت رسالة أول أمس السبت، قائلةً: "إن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي سيضر بالشركات والمستهلكين والمرضى على جانبي المحيط الأطلسي. سنواصل العمل للتوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس".