قالت تقارير إعلامية إن نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، دان بونجينو، يفكر في الاستقالة، بسبب طريقة تعامل وزارة العدل مع ملفات جيفري إبستين، حسبما قال مصدر لشبكة "فوكس نيوز ديجيتال"، مشيرًا إلى أن بونجينو "أخذ يوم إجازة من العمل (أمس) الجمعة بسبب إحباطه".
ونقلت القناة عن مصادر أن بونجينو "لم يُشاهد في المكتب منذ يوم الأربعاء"، في أعقاب جدال حاد مع المدعية العامة بام بوندي في البيت الأبيض؛ مضيفة أنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن مستقبله بعد.
ولفت التقرير إلى أن "بوندي"، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل، كانا على اتصال عدة مرات خلال الأيام القليلة الماضية وهما على وفاق تام بشأن القضية التي أثارت غضب بونجينو.
كما أفادت مصادر مقربة من بوندي بأنها لا تنوي التنحي عن منصبها، وأنها فخورة بعملها، كذلك، صرّح باتيل بأنه سعيد بوظيفته ولا ينوي تركها.
وصرّح نائب السكرتير الصحفي الرئيسي للبيت الأبيض، هاريسون فيلدز، لـ"فوكس نيوز ديجيتال" أن الرئيس دونالد ترامب "شكّل فريقًا أمنيًا ذا كفاءة عالية وخبرة واسعة، مُكرّس لحماية الأمريكيين، ومحاسبة المجرمين، وتحقيق العدالة للضحايا. ويُنفّذ هذا العمل بسلاسة ووحدة تامة".
وأضاف: "أي محاولة لزرع الفرقة داخل هذا الفريق لا أساس لها، وتُشتّت الانتباه عن التقدم الحقيقي المُحرز في استعادة الأمن العام وتحقيق العدالة للجميع".
عمل مشترك
في وقت سابق من أمس الجمعة، رفض نائب المدعي العام الأمريكي تود بلانش التقارير التي تحدثت عن صراع داخلي بين مكتب الادعاء ورجال إنفاذ القانون.
وكتب على موقع "إكس": "لقد عملت بشكل وثيق على المذكرة المشتركة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بشأن ملفات إبستين. وقّعنا جميعًا على محتويات المذكرة والاستنتاجات الواردة فيها".
وأضاف: "التلميح الذي قدمه أي شخص بأن هناك أي خلاف بين قيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل بشأن صياغة هذه المذكرة وإصدارها هو تلميح كاذب بشكل واضح".
ويوم الأحد الماضي، أصدرت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي مراجعة مشتركة أنهت النظريات حول قائمة عملاء إبستين المزعومين، وخلصت إلى عدم وجود مثل هذه القائمة التي تفصل أسماء النخبة العالمية التي يُزعم أنها شاركت في تاريخ إبستين كمفترس جنسي.
أيضًا، خلصت وزارة العدل إلى أن رجل الأعمال المدان انتحر في زنزانته في سجن مدينة نيويورك عام 2019 أثناء انتظاره المزيد من تهم الاتجار بالجنس.
جزيرة إبستين
برز اسم إبستين بفضل علاقاته الوثيقة بشخصيات بارزة في السياسة والمجتمع في الولايات المتحدة، من بينهم الرئيسان بيل كلينتون ودونالد ترامب، إضافة إلى الأمير أندرو من العائلة المالكة البريطانية، فضلًا عن رجال أعمال ومشاهير مثل بيل جيتس ونعومي كامبل.
وفي عام 2008، أدين إبستين لأول مرة بتهم تتعلق باستغلال القاصرات جنسيًا، وحُكم عليه بالسجن 13 شهرًا فقط ضمن صفقة قضائية مثيرة للجدل، سمحت له بالخروج يوميًا للعمل. وقد وجهت انتقادات حادة لتلك الصفقة التي اعتبرت تلاعبًا بالعدالة لحماية شخصيات مرتبطة به.
وفي يوليو 2019، أعيد اعتقال إبستين بتهم جديدة تتعلق بالإتجار الجنسي بالقاصرات عبر شبكة دولية، حيث تم احتجازه في سجن فيدرالي بنيويورك بانتظار محاكمته، إلا أن القضية شهدت تطورًا مأساويًا حين تم العثور عليه ميتًا في زنزانته بتاريخ 10 أغسطس 2019.
ورغم إعلان السلطات أن الوفاة كانت نتيجة انتحار شنقًا، فإن ملابسات الحادث أثارت الشكوك، خصوصًا مع تعطل كاميرات المراقبة واختفاء الحراس عن مواقعهم في وقت الوفاة.
وقد تحولت قضية إبستين إلى أحد أكبر ملفات الفضائح في تاريخ الولايات المتحدة، بعد أن تم تسريب أجزاء من ملفاته التي تضم قوائم بأسماء شخصيات سياسية وفنية عالمية، وسجلات رحلات جوية إلى ما يعرف بـ"جزيرة إبستين"، التي يعتقد أنها كانت موقعًا للقاءات مشبوهة واستغلال جنسي ممنهج.
دقيقة واحدة
يأتي الكشف الأخير في أعقاب السخرية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب لمراسل البيت الأبيض خلال اجتماع لمجلس الوزراء، حيث قال بعد أن وجّه أحد المراسلين سؤالًا عن إبستين إلى بوندي: "هل يمكنني المقاطعة لثانية واحدة؟ هل ما زلت تتحدث عن جيفري إبستين؟"
وسأل ترامب: "هذا الرجل يُثار الحديث عنه منذ سنوات. لدينا تكساس، ولدينا هذا، ولدينا كل شيء. وهل لا يزال الناس يتحدثون عن هذا الرجل، هذا الوغد؟ هذا أمر لا يُصدق".
وأثار نشر مقطع فيديو من كاميرات مراقبة السجن استخدمته الإدارة لإثبات عدم دخول أحد إلى زنزانة إبستين في الساعات التي سبقت وفاته غضبًا شعبيًا.
حسب "فوكس نيوز"، فإن مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته 10 ساعات "تنقصه دقيقة واحدة"، ما غذّى نظريات المؤامرة التي تزعم أن إدارة ترامب تشارك في عملية تستر على وفاة إبستين.
كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، صرّحت بأن الرئيس ترامب "يفخر بجهود المدعي العام بوندي لتنفيذ برنامجه "جعل أمريكا آمنة مجددًا"، واستعادة نزاهة وزارة العدل، وتحقيق العدالة لضحايا الجريمة".
وأضافت: "التركيز المستمر على بث الفُرقة في حكومة الرئيس ترامب لا أساس له من الصحة".