أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن سعادته بتواجده في العاصمة الأذرية "باكو"، اليوم السبت، وتشرفه بأن يكون أول رئيس مصري يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور ثلاثين عامًا على إنشائها خلال العام الماضي ۲۰۲۲.
وقال الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس جمهورية أذربيجان، "يطيب لي أن أعرب عن إعجابي الشديد بالتقدم الحضاري والعمراني للعاصمة باكو، والذي يعكس مدى الجدية والجهد الذي بذلته الحكومة والشعب الأذري الصديق؛ لتحقيق هذه الصورة المشرفة لعاصمة متحضرة ومتطورة، وأتمنى لبلدكم الصديق مزيدًا من التطور والرخاء".
وأضاف السيسي: لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير للرئيس، إلهام علييف، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا أرض بلدكم الصديق، حيث تم عقد المباحثات بيننا في مناخ ودي سادته روح التفاهم والتعاون، وحرصت على تأكيد اهتمام مصر باستمرار تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين، وبتوطيد أطر التعاون الثنائي وأواصر الحوار السياسي، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فضلًا عن الدفع قدمًا بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، الاقتصادية والتجارية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.
أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين
وقال السيسي: لقد أكدت أيضًا خلال هذه المباحثات على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين، ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، بما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهو الأمر الذي سيكون محل بحث مُعمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المُقرر عقدها في القاهرة العام المقبل ٢٠٢٤.
وأضاف: كما تم استعراض تميز مصر في عدد من القطاعات الصناعية الواعدة التي تمثل أهمية كبرى للجانب الأذري، والتي يمكن العمل على تنمية التعاون فيها، مثل قطاع الصناعات الدوائية الذي تمتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية، ومن ثم ضرورة إيلاء التعاون بين مصر وأذربيجان في هذا المجال اهتمامًا خاصًا.
واستكمل الرئيس المصري: كما استعرضت من جانبي الطفرة الكبرى التي تشهدها مصر في مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء والخبرة التي حازتها الشركات المصرية في هذه المجالات على مدار السنوات التسع الماضية، مع تأكيد استعدادنا للتعاون مع الجانب الأذري في هذه المجالات؛ لنقل الخبرات وتنفيذ المشروعات المشتركة في أذربيجان للمساهمة في النقلة الحضارية المتميزة التي تشهدها.
جهود مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب
وأوضح السيسي، خلال كلمته، أنه "تم خلال المباحثات استعراض الجهود التي تبذلها مصر؛ لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والإفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية المبرمة بين مصر وهذه الدول".
وقال: رحبنا باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو، الأمر الذي من شأنه أن يُساهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.
استكمال مسار السلام
وتابع السيسي، قائلا: كما تم خلال مباحثاتي مع الرئيس إلهام علييف، التطرق إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواءً في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض وتغليب صوت العقل والحكمة، أخذًا في الاعتبار أن القوة العسكرية وحدها لم تكن أبدًا كافية لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، وأنه لا بد من التفاوض لاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لا سيما في المرحلة الراهنة التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مُضاعفة على الصعيد الاقتصادي؛ إذ إنه لم يكد العالم يستفيق من أزمة جائحة كورونا، حتى خيمت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات اقتصادية، على مُختلف القطاعات الحيوية في العالم، سواء الأمن الغذائي، والطاقة، فضلًا عن حركة الملاحة البحرية والقطاعات المصرفية، وكذا قطاع السياحة.
وتمنى الرئيس المصري لنظيره الأذري، إلهام علييف، كل التوفيق والسداد في قيادته لدولة أذربيجان الصديقة وشعبها المضياف، واختتم كلمته، قائلا: "إنني على ثقة في أن هذه الزيارة ستُمثل نقطة انطلاق حقيقية بما نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة، لتعزيز العلاقات المصرية الأذرية في مختلف المجالات، على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، وأتمنى في الختام لدولة أذربيجان وشعبها الصديق كل التوفيق والتقدم والازدهار".