الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الرئيس المصري ونظيره الأذري يؤكدان تعزيز التبادل التجاري وتوطيد الشراكات الاقتصادية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس المصري ونظيره الأذري خلال جلسة المباحثات

القاهرة الإخبارية - إسلام عيسى

عقد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الأذري، إلهام علييف، بمقر قصر "زوجلوب" الرئاسي بباكو، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية لأذربيجان، وأُقيمت مراسم الاستقبال الرسمي للرئيس المصري، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

واستهل الرئيس المصري اللقاء بالتقدم بخالص التعازي والمواساة، بالنيابة عن الشعب المصري في ضحايا حادث إطلاق النار على السفارة الأذرية في طهران، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، ومعربًا عن التضامن مع أذربيجان في هذا الحادث الأليم، الذي يؤكد مرة أخرى على أهمية نبذ التطرف والعنف والإرهاب، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية.

تقدير مصر قيادةً وشعبًا

وقد تقدم الرئيس "إلهام علييف" بالامتنان للرئيس المصري على هذه اللفتة الكريمة، معربًا عن الترحيب بالرئيس السيسي ضيفًا عزيزًا في أذربيجان، وتقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر وأذربيجان، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات، لاسيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وإفريقيا.

من جانبه عبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن خالص التقدير للرئيس "علييف" على دعوته لزيارة أذربيجان وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر وأذربيجان ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال الزيارة الحالية، مع كون الرئيس "السيسي" أول رئيس مصري يقوم بزيارة إلى باكو، وما يحمله ذلك من رغبة وإرادة صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات المصرية الأذرية، واستكشاف أوجه التعاون في شتى المجالات، إلى جانب استمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين.

تعزيز العلاقات الثنائية

شهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، إذ أشاد الرئيس "علييف" في هذا الصدد بالمسار الإصلاحي الاقتصادي في مصر، والذي كان مؤداه التحسن الملحوظ والمستمر في مؤشرات الاقتصاد المصري، كما أكد الجانبان أهمية البناء على عمق العلاقات التاريخية الودية الطيبة بين مصر وأذربيجان على المستويين الرسمي والشعبي، وما تمثله من قاعدة راسخة لتطوير التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق نقلة نوعية في مستوى التعاون بين الجانبين، ويعمل على توطيد أطر التعاون الثنائي والحوار السياسي؛ لتحقيق المصلحة المشتركة للجانبين، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.

وأكد الجانبان أهمية العمل على تعزيز التبادل التجاري، وتوطيد الشراكات الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال تشكيل مجلس مشترك لرجال الأعمال، كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الجانبين في عدد من القطاعات، وذلك في ضوء الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها البلدان والفرص العديدة للتعاون بوجه عام، خاصةً في مجال الطاقة، سواءً الجديدة والمتجددة أو الغاز الطبيعي، في ضوء سعي مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، علاوةً على التعاون في مجالات أخرى كالإنشاءات والبنية التحتية، والنقل، والصناعات الدوائية، والسياحة والثقافة.

تطورات القضايا الإقليمية والدولية

وتطرقت المباحثات إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إذ أشاد الرئيس الأذري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي.

وقد توافقت وجهات نظر البلدين في هذا السياق، بشأن أهمية دعم جهود التسوية السياسية في سوريا، ومواصلة العمل على إعادة إعمار البلاد، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ودعم مؤسسات الدولة، بما يحافظ على وحدة الأراضي السورية ويلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق وينهي معاناته الإنسانية.

أما على صعيد مستجدات الأوضاع الليبية، فقد استعرض الرئيس المصري رؤية مصر للتسوية في ليبيا وجهودها في هذا الصدد؛ من أجل دعم المسارات السياسية والدستورية والاقتصادية.

وتطرق اللقاء إلى مناقشة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية على المستوى الدولي، بالإضافة إلى تبادل الرؤى بشأن مستجدات القضية الفلسطينية.

جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف

كما تمت خلال المباحثات أيضًا مناقشة جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، إذ أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على جميع المستويات، سواءً فيما يتعلق بتمويل الجماعات الإرهابية وتزويدها بالسلاح والعناصر الإرهابية، في حين أشاد الرئيس "علييف" بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب، من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذي يؤدي إلى الإرهاب.

وشهد الرئيسان التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين الجهات الحكومية المعنية في البلدين؛ للتعاون في مجالات الثقافة، والموارد المائية، وبين وزارة التجارة والصناعة المصرية ووزارة الاقتصاد الأذرية، وأعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي المشترك بين الجانبين.