الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهرجان لبنان السينمائي يهدي دورته لاسم سيدة المسرح العربي

  • مشاركة :
post-title
الفنانة المصرية الكبيرة سميحة أيوب

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

في الوقت الذي تعصف فيه التحديات بلبنان من كل حدب وصوب، تعود طرابلس لتؤكد حضورها الثقافي من خلال الدورة الرابعة من مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، التي تقام على خشبة المسرح الوطني اللبناني المجاني، هذه الدورة لا تشبه سابقاتها فحسب، بل تحمل طابعًا استثنائيًا، كونها مهداة إلى قامة فنية عربية كبيرة، هي الفنانة الراحلة سميحة أيوب، التي لُقّبت بـ"سيدة المسرح العربي".

السينما فعل مقاومة

بشغف العاشق للفن وإيمان المقاوم بدوره، تحدث المخرج والممثل اللبناني قاسم إسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني المجاني، لـ"القاهرة الإخبارية"، مؤكدًا أن هذه الدورة تمثل أكثر من مجرد مهرجان، بل "محطة مقاومة ثقافية في زمن المحن".

وقال إسطنبولي: "هذه الدورة الرابعة من المهرجان نهديها بكل حب ووفاء إلى سيدة المسرح العربي، الفنانة المصرية الكبيرة سميحة أيوب، تكريمًا لمسيرتها العظيمة، وتقديرًا لما قدمته للفن المصري والعربي من عطاءات لا تُنسى. وهذه التحية لروحها الراقية، هي أقل ما يمكن أن يقدمه المهرجان لتاريخها المُشرف، ولقيمتها الفنية والإنسانية التي طبعت أجيالًا كاملة من المسرحيين والجمهور".

حضور معنوي مؤثر

يتابع مؤسس المهرجان حديثه مؤكدًا أن العلاقة مع الراحلة لم تكن عابرة، بل موصولة بمواقف إنسانية رفيعة، قائلاً:"كانت الفنانة الراحلة تتابع مشروعنا الثقافي بمحبة كبيرة، وكانت تتمنى أن تكون ضيفة معنا في إحدى الدورات السابقة، وفي عام 2022، عند افتتاح سينما ‘الأمبير’ في طرابلس والتي نُعتبرها اليوم من أهم صالات العرض السينمائي في لبنان، أرسلت إلينا كلمة مصورة خاصة حيت فيها جمهور طرابلس ولبنان، وعبرت عن دعمها وتشجيعها لمبادرتنا الثقافية، ما شكل رابطًا وجدانيًا قويًا بيننا وبينها، نعتز به كثيرًا".

برنامج المهرجان

ورغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، يواصل المهرجان رسالته، حيث يضم برنامج هذا العام مجموعة مختارة من الأفلام الفائزة في مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، الذي تنظمه جمعية تيرو للفنون. إلا أن التحديات الأمنية فرضت واقعًا مختلفًا على حضور الضيوف.

وأوضح إسطنبولي: "بسبب ظروف الحرب والتوترات التي يمر بها لبنان، لم نتمكن هذا العام من دعوة المخرجين المشاركين للحضور شخصيًا، لكنهم سيتواجدون معنا من خلال كلمات مصورة ستُعرض قبل كل فيلم، لنحافظ على جسور التواصل بين صُنّاع السينما والجمهور".

المخرج والممثل اللبناني قاسم إسطنبولي
تحية إلى فلسطين

وتتجاوز رسالة المهرجان حدود السينما، لتحمل بُعدًا إنسانيًا وسياسيًا أعمق، حيث أكد إسطنبولي:"رغم كل ما نواجهه من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية، اخترنا أن نمضي قدمًا في تنظيم هذا المهرجان، لأنه بالنسبة لنا ليس مجرد عرض أفلام، بل فعل مقاومة ثقافية وإنسانية، ومن خلال هذه الدورة، نوجه تحية خاصة من طرابلس إلى أهلنا في غزة وفلسطين، مؤمنين أن الفن يمكنه أن يُعبّر عن صوت الشعوب، ويُظهر الحقيقة بقوة الصورة والكلمة".

السينما حق للجميع

ورغم شحّ الموارد وتحديات التمويل، يحرص القائمون على أن يبقى المهرجان مفتوحًا أمام الجميع. حيث قال إسطنبولي: "المهرجان سيبقى مفتوحًا ومجانيًا أمام الجمهور، إيمانًا بأن الثقافة حق للجميع، وليست حكرًا على فئة أو نخبة. وشعار الدورة الحالية (الفن السابع بيجمعنا) ليس مجرد عنوان، بل قناعة راسخة بأن السينما تمتلك القدرة على توحيد الناس، ونقلهم إلى عوالم وتجارب إنسانية غنية، تتجاوز الحدود والاختلافات".

مساحة للفرح والمعرفة

واختتم "إسطنبولي" حديثه بتأكيد على الجانب الإنساني العميق لهذا الحدث: "نحن نؤمن بأن المهرجانات ليست فقط لعرض الأفلام، بل هي أيضًا مساحة للفرح الجماعي، ولإثبات الوجود وسط كل هذا الظلام. ومن خلال هذه المنصة، نعرف الناس على الثقافة السينمائية، ونفتح باب النقاش والتفاعل من خلال جلسات حوارية أونلاين مع المخرجين، وعلى أمل أن تصل رسالة هذا المهرجان إلى من يحتاج أن يسمع صوت الحياة في زمن الحرب".