تعمل أوكرانيا على تجديد تحصينات الخطوط الأمامية لوقف التقدم الروسي، بعد ثلاث سنوات من الحرب المستعرة، في الوقت الذي تغيَّر موسكو من تكتيكها الهجومي، ما يربك الدفاعات الأوكرانية، بحسب "بوليتيكو".
وأجبرت التكتيكات الروسية الهجومية المتغيرة أوكرانيا على تغير خطتها، من خلال جعل خطوط الدفاع أقصر وبناء نقاط قوية منخفضة الارتفاع أقل وضوحًا للطائرات بدون طيار التي تحلق في السماء، في الوقت الذي يقلل النقص المزمنَ في القوات القتالية في أوكرانيا من فعالية المواقع الدفاعية.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الأسبوع الماضي، إن التغيير في إستراتيجية التحصين يأتي نتيجة تخلي روسيا عن الهجمات بتشكيلات كبيرة مدعومة بمركبات مدرعة، لصالح وحدات أصغر بكثير مدعومة بطائرات بدون طيار.
وترد أوكرانيا ببناء تحصينات لوحدات أصغر حجمًا من كتائب تضم نحو 500 جندي وتشكيلات تضم نحو 100 جندي، والآن إلى فصائل تضم ما بين 20 إلى 50 جنديًا.
كانت النقاط الحصينة تعتمد على شبكات خنادق واسعة يتراوح طولها بين كيلومترين وخمسة كيلومترات، أما النظام الجديد فيستخدم نقاطًا أصغر حجمًا، بشبكات خنادق يتراوح طولها بين 60 و70 مترًا، ومجهزة بغطاء إلزامي مضاد للطائرات المُسيَّرة.
وأوضح "عمروف": "هذه النقاط الحصينة أصعب في الكشف، وهي فعالة في تنفيذ مهام الدفاع والردع وإطلاق النيران، بما في ذلك ضد طائرات FPV المُسيَّرة".
وخلف خط الدفاع الأمامي، تواصل أوكرانيا بناء خطين إضافيين يتضمنان هياكل رباعية السطوح من الخرسانة، والتي تسمى أيضًا "أسنان التنين"، لصد المركبات المدرعة وحقول الألغام والخنادق والخنادق الخشبية والخرسانية والأغطية المضادة للطائرات بدون طيار والشباك.
قال عمروف: "التحصين لا يقتصر على الخرسانة والخنادق، بل هو نظام هندسي متكيف يأخذ في الاعتبار تكتيكات العدو، ويخدم دائمًا هدفًا واحدًا: حماية محاربينا.. نراقب العملية يوميًا ونعزز المناطق الأكثر حاجةً".
وكانت التحصينات تُبنى غالبًا في المناطق المفتوحة لصد الهجمات الروسية باستخدام أعداد كبيرة من المركبات المدرعة، أما الآن فتُبنى حول أحزمة الغابات، التي تتميز بتمويه أفضل.
تتولى وزارة الدفاع الأوكرانية الإشراف على جميع التحصينات، ولكن هناك عدة كيانات مختلفة مسؤولة عن بنائها وصيانتها، اعتمادًا على خط الدفاع القوات المسلحة الأوكرانية، وخدمة النقل الخاصة الحكومية التابعة لوزارة الدفاع، والإدارات العسكرية والمدنية المحلية.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، في يناير الماضي، إن الحكومة أنفقت العام الماضي 46.2 مليار هريفنيا (930 مليون يورو) لبناء 3 آلاف نقطة دفاعية في اتجاهات التهديد وفي الأماكن التي لا تشهد أعمال عدائية نشطة حاليا.
ويشكو الجنود الأوكران، أيضًا من أن الجيش لا يستخدم مكاسب ساحة المعركة بشكل صحيح لبناء الخنادق والحواجز الأخرى لوقف الهجمات المضادة الروسية.
أمضى الجنود الأوكرانيون 6 أشهر داخل منطقة كورسك الروسية، وصدوا أكثر من 60 ألف جندي روسي، ومنعوهم من التقدم نحو منطقة سومي. ويُشيرون إلى أنهم حصلوا على متسع من الوقت للسلطات لبناء تحصينات مناسبة في المنطقة الحدودية.