هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حليفه السابق الملياردير إيلون ماسك بشدة، بعد أن كشف الأخير عن خططه لإطلاق حزب سياسي أمريكي جديد، واصفًا ذلك بـ"الكارثة"، في تصعيد للخلاف بين الرئيس الأمريكي وحليفه السابق، اللذين شكّلا تحالفًا سياسيًا بشأن الانتخابات الرئاسية لعام 2024، قبل أن تسوء علاقتهما بعد الفترة القصيرة التي قضاها الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" كمستشار للبيت الأبيض هذا العام.
انتقد إيلون ماسك بشدة مشروع قانون ترامب الرائد "الجميل والكبير"، الذي وقّعه الرئيس ليصبح قانونًا الأسبوع الماضي، متهمًا الإدارة بـ"إفلاس" البلاد، لأنه من المتوقع أن يضيف القانون أكثر من 3 تريليونات دولار إلى الدين الأمريكي خلال العقد المقبل، بحسب "فاينانشال تايمز".
وأعلن ماسك أنه سيشكّل حزبًا ثالثًا جديدًا، دون أن يُقدّم تفاصيل أو يُوضّح ما إذا كان ينوي الترشح لمنصبٍ ما، لكنه ألمح إلى أن الحزب قد يُركّز على انتخابات الكونجرس، مُثيرًا تساؤلات حول ما إذا كان بإمكانه تحويل الأصوات بعيدًا عن الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
انحراف عن المسار
وعقب إيلون ماسك عن مشروعه السياسي، قال ترامب في وقت متأخر من يوم الأحد، وكتب على منصته "تروث سوشيال": إنه يشعر بالحزن لرؤية إيلون ماسك، الذي وصفه بـ"القطار المحطّم"، ينحرف تمامًا عن مساره، مُتحوّلًا إلى كارثة حقيقية خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
وقال الرئيس الجمهوري السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية: "حتى إنه يُريد تأسيس حزب سياسي ثالث، على الرغم من أنهم لم ينجحوا قط في الولايات المتحدة".
وسخر ترامب سابقًا من خطة ماسك لإنشاء حزب سياسي جديد، وقال للصحفيين: "لقد حققنا نجاحًا باهرًا مع الحزب الجمهوري، لقد ضلّ الديمقراطيون طريقهم، لكن لطالما كان نظام الحزبين، وأعتقد أن تأسيس حزب ثالث يُزيد من الارتباك".
حزب أمريكا
أعلن ماسك عن نيته تشكيل ما أسماه "حزب أمريكا" على منصته للتواصل الاجتماعي "إكس" أمس الأول السبت، قائلًا: "إن ذلك ضروري لمكافحة 'نظام الحزب الواحد' الذي يقوّض الديمقراطية الأمريكية، حتى يتمكن الأمريكيون من استعادة حريتهم".
حتى وقت قريب، كان ماسك أحد أقرب حلفاء ترامب، وقد تبرع بأكثر من 250 مليون دولار لحملة الرئيس الانتخابية، وأشرف على ما يُسمى بعملية خفض ميزانية وزارة كفاءة الحكومة (دوج)، والتي تطلبت منه التراجع عن العمليات اليومية لشركاته.
وأشار وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، في حديثه على شبكة "سي إن إن"، أمس الأحد، إلى أن مجالس إدارة شركات ماسك ستكون مستاءة من خططه لتشكيل حزب سياسي، مضيفًا: "أعتقد أن مجالس الإدارة لم تُعجبها هذه الإعلانات أمس، وستشجعه على التركيز على أنشطته التجارية، لا على أنشطته السياسية".
تفويض السيارات الكهربائية
وأخيرًا، رفض ترامب مساعي ماسك لفرض "تفويض السيارات الكهربائية"، قائلًا إنه كان سيُجبر الجميع على شراء سيارة كهربائية في فترة وجيزة.
وأنهت خطة الرئيس للضرائب والإنفاق، التي وقّعها لتصبح قانونًا في 4 يوليو، الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية، والتي عارضها ماسك بفرض تفويض السيارات الكهربائية.
وقال الرئيس الأمريكي: "يُسمح للناس الآن بشراء ما يريدون - سيارات تعمل بالبنزين، أو سيارات هجينة، والتي تحقق أداءً جيدًا جدًا، أو تقنيات جديدة فور ظهورها - لا مزيد من فرض تفويض السيارات الكهربائية".