الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رغم فشل السوابق التاريخية.. "ماسك" يبدأ تأسيس الحزب الثالث في أمريكا

  • مشاركة :
post-title
ماسك وترامب

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

هل يحاول "ماسك" أن يقلب الطاولة على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باستخدام نفس العصا السحرية التي انتهجها للوصول إلى البيت الأبيض، باستقطاب الشرائح الساخطة والغاضبة من السياسة التقليدية والوجوه السياسية المكررة، أم هي محاولة لإعادة تشكيل الخريطة السياسية في الولايات المتحدة، وفتح المجال أمام توجهات جديدة قد تستقطب شريحة واسعة من الناخبين الساخطين على الوضع القائم، وكيف سيستثمر "ماسك" نفوذه الاقتصادي والتكنولوجي إلى ثقل سياسي حقيقي؟.

خطوة غير مسبوقة؛ تعكس تصاعد خلافات "ماسك" مع "ترامب"، خاصة فيما يتعلق بقضايا الموازنة الفيدرالية والإنفاق الحكومي.

فقد أعلن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، عن تأسيس حزب سياسي جديد لمحاربة "نظام الحزب الواحد"، عبر منصته للتواصل الاجتماعي "إكس"، أمس السبت، عقب إقرار مشروع قانون الإنفاق والضرائب لترامب في 4 يوليو، والذي انتقده رجل الأعمال الأمريكي بشدة لتسببه في زيادة ديون أمريكا.

وكتب ماسك: "عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بسبب الهدر والفساد، فإننا نعيش في نظام حزب واحد، وليس في دولة ديمقراطية.. واليوم، تأسس حزب أمريكا ليعيد لكم حريتكم".

وفقًا لصحيفة "فايننشيال تايمز" الأمريكية، لم يُقدم ماسك أي تفاصيل مهمة حول إطلاق مشروعه السياسي، لكنه لفت إلى أنه سيستهدف في البداية على الأقل الانتخابات الرئيسية في الكونجرس، ولم يُشر إلى أنه سيترشح لمنصب سياسي.

كتب ماسك، الجمعة الماضي: "إحدى طرق تنفيذ ذلك تتمثل في التركيز بشكل مكثف على مقعدين أو ثلاثة فقط في مجلس الشيوخ، وثماني إلى عشر دوائر انتخابية في مجلس النواب".

وأضاف: "نظرًا لضآلة هوامش الأصوات التشريعية، سيكون ذلك كافيًا ليكون بمثابة تصويت حاسم على القوانين المثيرة للجدل، ما يضمن أنها تخدم الإرادة الحقيقية للشعب".

كان انتقاد ماسك لمشروع القانون بمثابة حافز لخلاف كبير مع ترامب الشهر الماضي، وبينما بدا أن هذا الخلاف خمد بعد أن أعرب الملياردير الأمريكي عن أسفه وحذف أكثر منشوراته إثارةً للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي ضد ترامب، إلا أنه اشتعل مجددًا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب إقرار مشروع القانون.

ووقّع ترامب على مشروع القانون ليصبح قانونًا نافذًا الجمعة الماضي.

ظهور مفاجئ

وتأتي خطوة ماسك لإنشاء حزب أمريكي جديد بعد ظهوره المفاجئ على الساحة السياسية الأمريكية الصيف الماضي كمتبرع رئيسي ومستشار لترامب، إذ ساعد في تمويل حملة الرئيس الفائزة في انتخابات 2024، ونظم حملات لتشجيع الناخبين على التصويت في بعض الولايات المتأرجحة.

انضم ماسك بعد ذلك إلى إدارة ترامب كمستشار أول للرئيس، والمسؤول الرئيسي فيما يسمى بوزارة كفاءة الحكومة، التي سعت إلى إيجاد سبل لتوفير المال في الوكالات الفيدرالية عند طريق تخفيض العمال.

لكن ماسك اختلف مع ترامب بشأن "مشروع القانون الكبير الجميل"، الذي يمدد التخفيضات الضريبية الشاملة في حين يدفع ثمنها جزئيًا فقط من خلال تخفيضات الإنفاق الجديدة، ما يضيف أكثر من 3 تريليون دولار إلى الدين الأمريكي على مدى السنوات العشر المقبلة، وفقًا لمجموعة متنوعة من التوقعات المستقلة.

وأجرى ماسك، الجمعة، استطلاعًا لآراء جمهوره على منصة "إكس" لسؤالهم عمّا إذا كانوا يرغبون في تأسيس حزب جديد، فوجد أن 65.4% يفضلون تأسيس "حزب أمريكا" بينما عارضه 34.6%.

كسر للهيمنة

ومع أن ماسك سيتمكن من توظيف موارده المالية الضخمة لتمويل حزب سياسي جديد، إلا أن هذه المغامرة ستواجه عقبات هائلة في كسر قبضة الجمهوريين والديمقراطيين على السلطة في أمريكا.

وفشلت جهود إنشاء أحزاب ثالثة في الولايات المتحدة بشكل متكرر، وآخرها حركة "لا للتصنيفات" التي سعت إلى تقديم بديل لترامب والرئيس آنذاك جو بايدن في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.

ليس من الواضح إلى أي مدى اتخذ ماسك خطواتٍ قانونيةً لتشكيل الحزب، الأمر الذي يتطلب تسجيله لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، ولم تُظهر أحدث ملفات اللجنة أي مؤشرٍ على حدوث ذلك.

لطالما تعرض نظام الحزبين في الولايات المتحدة لانتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين المسجلين، إلا أن الجهود المبذولة في القرن الماضي لتشكيل حزب ثالث لم تُحقق نجاحًا يُذكر.

ووفقًا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، يقول خبراء في تمويل الحملات الانتخابية والعلوم السياسية إنه من الصعب ماليًا وقانونيًا إنشاء حزب جديد، كما أن الناخبين والمرشحين مترددون في الانضمام إليه.

في المقابل، أكد ماسك في منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، هذا الأسبوع، إن حزبه سيصبح قوة سياسية نشطة خلال انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، وأنه سيركز في البداية على دعم المرشحين في عدد قليل من سباقات مجلس النواب والشيوخ.

بدوره، وجّه ترامب تهديداته لماسك، وصرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن الحكومة قد تعيد النظر في عقودها الضخمة مع شركات ماسك، ووصف وزارة كفاءة الحكومة، التي كان الملياردير يرأسها سابقًا، بأنها وحش قد "يعود ويأكل إيلون ماسك".