الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مايكل دوجلاس من كارلوفي فاري: السياسة الأمريكية الآن تبدو وكأنها تسعى للربح

  • مشاركة :
post-title
النجم الأمريكي مايكل دوجلاس

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير

وسط تصفيق حار من جمهور الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي صعد النجم الأمريكي مايكل دوجلاس إلى مسرح القاعة الكبرى ليُقدّم العرض الأول للنسخة المرممة من الفيلم التشيكي الحائز على جائزة الأوسكار " One Flew Over the Cuckoo's Nest" أو "أحدهم طار فوق عش الوقواق"، التي سبق أن عُرضت في مهرجان كان في مايو الماضي، للمخرج التشيكي الأمريكي الراحل ميلوش فورمان.

تأتي هذه الزيارة بعد مرور نحو 27 عامًا منذ آخر زيارة لدوجلاس لهذه المدينة السياحية، إذ زارها عام 1998، وحاز والمنتج الراحل سول زانتز جائزة كريستال جلوب، أرفع جوائز المهرجان، وحرص المدير التنفيذي للمهرجان KVIFF على منح دوجلاس كأس كريستال جلوب المُحدّث الذي يحمل شعار المهرجان، إذ لطالما رأى رئيس المهرجان السابق، جيري بارتوسكا، الذي تُوفي مؤخرًا، أن الجائزة يجب أن تكون سهلة الحمل لذلك كانت جائزة دوجلاس السابقة على شكل قرص، وحينما تسلّم النجم الأمريكي الجائزة المُحدثة قال مازحًا: "لقد رُقّيتُ".

وفي المؤتمر الصحفي الذي أعقب العرض، تواجد على المسرح بول زانتز ممثل فيلم The Talented Mr. Ripley، وابن شقيق Saul Zaentz، الذي تحدّث عن الرؤية التي شاركها فورمان ودوجلاس وعمه سول زانتز والتي جعلت الفيلم ممكنًا، إذ قال إنها كانت أول مرة يشاهد فيها الفيلم في جمهورية التشيك، وكانت عائلة فورمان حاضرة بين الجمهور، وقد تأثر دوجلاس بشدة لدرجة أنه اضطر إلى تمالك نفسه بعد ذلك.

أضاف زانتز، الذي قام بجولة مع الفيلم المُرمّم، بعد عرضه أخيرًا في بولونيا بإيطاليا وفي أكاديمية الفنون بلوس أنجلوس، وستُعرض في دور العرض السينمائية الأمريكية في وقت لاحق من هذا الشهر: "ربما أكون متحيزًا، لكنني أعتقد أن ميلوش فورمان واحد من أفضل المخرجين في تاريخ السينما".

دارت العديد من الحكايات حول التعاون التاريخي في الفيلم، والمسار الطويل والموفق الذي قاد فورمان إلى العمل مع مايكل دوجلاس، والذي كان يبلغ من العمر آنذاك 29 عامًا، ونجح للتو في إقناع والده كيرك ببيعه حقوق الفيلم الذي اشتراه الأخير قبل أكثر من عقد من كين كيسي، مؤلف الكتاب الذي يحمل الاسم نفسه، وبعد أن اشترى كيرك الفيلم، لعب دور البطولة في نسخة مسرحية مقتبسة من الرواية، ولم تُحقق أي نجاح يُذكر، وأعرب دوجلاس مرارًا وتكرارًا عن امتنانه لوالده كيرك لإعطائه فرصة إعادة تطوير الفيلم وإنتاجه، إذ كان كيرك على وشك التنازل عن حقوقه، قبل أن يقول له مايكل: "أبي، من فضلك لا تبع هذا لم أفكر يومًا في أن أصبح منتجًا، لكنني أحب هذا المشروع كثيرًا".

وقال دوجلاس: "أجريتُ أنا وشريكي سول زانتز مقابلات مع العديد من المخرجين، لكننا شعرنا بالإحباط، وعندما اقترح أحد مؤلفي الفيلم، لاري هاوبن، اسم هذا المخرج التشيكي المهاجر حديثًا، تذكر دوجلاس أنه لم يسمع قط بفورمان، ولا بفيلمه الناجح قبل مغادرته التشيك، "حفلة رجال الإطفاء".

أضاف: دعونا ميلوش إلى منزلي في كاليفورنيا. فتح ميلوش النص على الصفحة الأولى، وبدأ يُخبرنا بما سيفعله صفحةً صفحة. قلتُ أنا وسول: "الحمد لله أن هناك شخصًا واحدًا سيشاركنا الأفكار". استعرض ميلوش النص كاملًا، وأتذكر أنني وسول احتضنا بعضنا البعض وقلنا: "لقد وجدنا مخرجنا.

من المثير للاهتمام أن دوجلاس لم يتطرق إلى كيفية تأثير هذا العمل على العلاقة بين الأب والابن لسنوات قادمة، وهو أمر ألمح إليه كيرك في مقابلة مع صحيفة الجارديان بمناسبة عيد ميلاده المئة عام 2017، إذ كان كيرك يتوقع تمامًا أن يكون بطل الفيلم، لكن مايكل اضطر إلى خذلانه لأنه كبر في السن. لم يسمع كيرك قط بجاك نيكلسون، وصرّح بأن الفيلم سيفشل، لكنه أصبح ثاني أعلى فيلم إيرادات عام 1975.

لكن مايكل دوجلاس رد في مناسبة أخرى قائلًا: "منذ متى كان المنتج يتحكم في اختيار الممثلين؟.

لاحقًا في المؤتمر الصحفي، كرر بول زانتز، صاحب حقوق فيلم "عش الوقواق"، خبرًا صدر للتو في اليوم السابق، إذ قال: سيتم تحويل الفيلم إلى مسلسل تلفزيوني، حيث اتفقنا للتو مع عائلة كين كيسي على إمكانية إنتاج مسلسل تلفزيوني، لكنه مستوحى من الكتاب، في نهاية السنة الأولى، ستموت شخصية جاك نيكلسون. وفي السنة الثانية، سيُعرض ما حدث للزعيم برومدن بعد هروبه".

شهد المؤتمر الصحفي سؤالًا لدوجلاس فيما يحدث حاليًا في الولايات المتحدة، وخاصة أن البعض يرى أوجه التشابه بين قصة "عش الوقواق" والوضع السياسي في الولايات المتحدة، إذ أجاب: "دعونا نقول فقط إن اسم رئيسنا ذُكر بما فيه الكفاية.. أرى الأمر بشكل عام كحقيقة مفادها مدى قيمة الديمقراطية، ومدى ضعفها، وضرورة حمايتها دائمًا، وفي الوقت الحالي، يغازل بلدنا الاستبداد، كما هو الحال مع بعض الديمقراطيات الأخرى في هذا العالم، لا ينبغي الاستهانة بالديمقراطية، والأمر المخيب للآمال هو أن السياسة الآن تبدو وكأنها تسعى للربح، لقد حافظنا على مثالية في الولايات المتحدة لم تعد موجودة الآن، الأخبار تتحدث عن نفسها أنا قلق، أنا متوتر. وأعتقد أن الأمر يتعلق فقط بمسؤولية ليس أن يهتم بنا الآخرون، بل أن نهتم ببعضنا البعض".