تشهد مبيعات أكياس النيكوتين في الولايات المتحدة (Zyn) ارتفاعًا كبيرًا، لدرجة أنها أصبحت "الهوس الإدماني الجديد في أمريكا"، حسب تعبير "أكسيوس"، وهو ما دفع شركة التبغ التي تصنعها إلى الإسراع في زيادة الإنتاج؛ لتلبية الطلب.
يقول التقرير: "الناس يضعون أكياس النيكوتين في أفواههم أثناء ممارسة الألعاب، وفي السينما، ومكان العمل، والمنزل، والمتجر.. إنها العادة الإدمانية الجديدة في أمريكا؛ حتى إن الممثل الشهير جوش برولين اعترف باستخدامه أثناء النوم".
ويتم وضع أكياس (Zyn) - التي لا تنتج دخانًا أو روائح مثل السجائر - بين اللثة والشفة، مما يؤدي إلى إطلاق النيكوتين تدريجيًا بمرور الوقت، وهو ما يسبب الإدمان. مع ذلك، لا تسبب السرطان؛ لأنها خالية من التبغ، الذي تُعتبر مواده الكيميائية الضارة مسرطنة؛ لذا يقول المدافعون عن استخدام المادة الجديدة "إن أكياس النيكوتين تُعدّ بديلًا أكثر أمانًا للتدخين".
شراهة النيكوتين
ينقل "أكسيوس" عن الرئيسة التنفيذية لشركة "فيليب موريس إنترناشونال" في الولايات المتحدة، ستايسي كينيدي، أن النيكوتين "غير مفهوم.. يجب أن تكون قادرًا على فصل المفاهيم الخاطئة حول ما يسبب الضرر، وربما يكون النيكوتين أحد أكثر المركبات التي يساء فهمها، لأن العديد من الناس يعتقدون أن النيكوتين مسؤول عن الأمراض المرتبطة بالتدخين، وهو ليس كذلك".
في المقابل، يقول مراقبو صناعة التبغ في البلاد إن المنتجات التي تحتوي على النيكوتين، مثل الأكياس والسجائر الإلكترونية، يمكن أن تكون بمثابة بوابة للتدخين، وخاصة بالنسبة للمراهقين.
وقالت يولوندا سي ريتشاردسون، الرئيسة التنفيذية لحملة "أطفال بلا تبغ"، لـ "أكسيوس"، إن شركات التبغ "لديها تاريخ طويل من الكذب على الكونجرس والجمهور بشأن الإدمان الناتج عن النيكوتين؛ لذا فهم ليسوا مصدرًا موثوقًا للمعلومات حول النيكوتين".
ووفقًا لملخص دراسة أجرتها كلية بلومبرج للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز: "بينما قد يستفيد الذين يدخنون بشراهة ولم يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين من التحول بشكل كامل إلى أكياس النيكوتين، هناك مخاوف من أنها قد تجذب المراهقين وغيرهم من مستخدمي النيكوتين الجدد، وخاصة من خلال الطريقة التي يتم بها تقديمهم في الإعلانات".
استهلاك ضخم
تشير التقارير إلى ارتفاع شحنات أكياس (Zyn) إلى الولايات المتحدة بنسبة 177% من الربع الأول من عام 2023 إلى الربع الأول من عام 2025.
وحصلت الشركة على 42% من إيراداتها من المنتجات الخالية من الدخان في الربع الأول من عام 2025 في سعيها لتحقيق هدفها المتمثل في إنهاء مبيعات السجائر يومًا ما "وهو الهدف المعلن الذي يقول المنتقدون إنه أجوف؛ نظرًا لأن المدخنين يواصلون تحقيق إيرادات كبيرة"، حسب التقرير.
ويلفت "أكسيوس" إلى أن شركة "فيليب موريس إنترناشونال"، التي تبيع السجائر خارج الولايات المتحدة ولا تبيعها داخلها منذ عام 2008، لا تزال تحصل على غالبية إيراداتها من المدخنين، ولكن من المرجح أن يتغير هذا الوضع قريبًا مع استمرار نمو مبيعات أكياس التبغ الجديدة.
وقد تتسارع المبيعات بشكل أكبر بعد أن سمحت إدارة الغذاء والدواء، في الأيام الأخيرة من إدارة بايدن، بتسويق 20 منتجًا من منتجات(Zyn) بعد مراجعة مكثفة.
وأشار ماثيو فاريلي، مدير مكتب العلوم في مركز منتجات التبغ التابع لإدارة الغذاء والدواء، في إعلان الموافقة على تسويق أكياس النيكوتين، إلى أن "البيانات تظهر أن منتجات أكياس النيكوتين تفيد البالغين الذين يستخدمون السجائر و/أو منتجات التبغ غير المدخن ويتحولون بشكل كامل إلى هذه المنتجات".
والآن، تعمل الشركة على إضافة مصنع بقيمة 600 مليون دولار في أورورا بولاية كولورادو لتعزيز الإنتاج.