الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادة عبرية.. إسرائيل لن تتحول لقوة إقليمية بـ"الحروب"

  • مشاركة :
post-title
أحمد المباني الإسرائيلية المدمرة خلال القصف الإيراني

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي يتخيل فيه العالم أن إسرائيل قد تترك سلاحها بعدما دفعت آلتها الإعلامية لتصور أن حربها مع إيران "أعادت ضبط موازين القوى في الشرق الأوسط بشكل حاد لصالح إسرائيل"، إلا أن الواقع يشير إلى عدم تخلي دولة الاحتلال عن سلاحها قريبًا، إذ يبدو أن رئيس وزرائها، بنيامين نتنياهو، لا يشارك ترامب رؤيته في شرق أوسط جديد سئم الحروب ويركّز على التنمية الاقتصادية.

ووفق تحليل لصحيفة "هآرتس" العبرية، يرى نتنياهو أن "إيران ووكلاءها بحاجة إلى صفعة موجعة، وكذلك يعتبر سوريا خطرًا جهاديًا محتملًا، كما أنه على يقين بأن حماس لم تُهزم، وأنه يجب مراقبة حزب الله بصرامة، ويجب أيضًا عدم الوثوق بتركيا".

ويشير التحليل إلى أن نتنياهو يرى إسرائيل "الرجل القوي الإقليمي المسؤول عن حفظ النظام الذي يضمن أمنها"، حسب وصف الصحيفة العبرية.

ورأت الصحيفة أنه "حال كان اختبار القوة يكمن في مدى القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو دون أن تُصاب أنت بهزيمة نكراء، لربما تمكنت إسرائيل من ادعاء هذه المكانة"، إلا أن تحليل الصحيفة يؤكد أن الاختبار الحقيقي للقوة ينطوي على عوامل أخرى كثيرة.

وشككت الصحيفة في مدى قدرة إسرائيل على التعامل مع بعض العوامل، خاصة ما يتعلق منها بالقوة الناعمة، مثل رؤية وتقييم الرأي العام العالمي، ما يطرح شكوكًا أخرى بشأن مدى قدرة إسرائيل على لعب هذا الدور من الأساس.

طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في إحدى طلعات الهجوم على إيران
القوة العسكرية

وأكدت الصحيفة أن قدرة إسرائيل على خوض حرب طويلة، أو أبدية، هي "مجرد خرافة"، لا سيما في ظل معاناة جيشها اليوم من نقص في القوة البشرية، وخاصة الاحتياطيات، فضلًا عن استهلاك مخزونه من الصواريخ الدفاعية، وفقًا لبعض التقارير، بعد 12 يومًا من القصف الإيراني.

وتشير "هآرتس" إلى أنه "من المؤكد أن عدوًا لإسرائيل مثل إيران، الذي يبلغ عدد سكانه تسعة أضعاف عدد سكانها ومساحته تفوق إسرائيل 75 مرة، يتمتع بالأفضلية من حيث عامل القدرة على التحمل".

كما أن مؤشر مركز "بيلفر" للتقنيات الحرجة والناشئة لعام 2025، الذي يُقيّم قوة أفضل 25 دولة في العالم في تقنيات رئيسية، مثل الذكاء الاصطناعي والفضاء، يضع إسرائيل في المرتبة 19، لكن المُثير للدهشة أنها ليست متقدمة كثيرًا على جيرانها، حيث جاءت إيران في المرتبة 23.

الدفاع الجوي الإسرائيلي يحاول التصدي للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب
قدرة التسليح

ورأت الصحيفة أنه "لولا المساعدات العسكرية الأمريكية البالغة 18 مليار دولار خلال الاثني عشر شهرًا الأولى بعد 7 أكتوبر، والإمدادات المستمرة من الأسلحة الأساسية التي وفرتها، ما كان لإسرائيل هذه الحجم من التكنولوجيا العسكرية".

ولفتت إلى أنه على الرغم من تخطيط إسرائيل لإنتاج المزيد من الأسلحة والذخيرة محليًا، فإنها ستظل تعتمد بشكل كبير على الواردات.

وبينما تستطيع إسرائيل إنتاج المزيد من قذائف الدبابات والقنابل، فإن الولايات المتحدة وحدها القادرة على صنع طائرات F-35 -التي قالت إيران إنها أسقطت بعضها- وتعويض المخزونات المستنفدة في وقت قصير.

وتلفت "هآرتس" إلى أنه "كما أوضح الرئيسان جو بايدن ودونالد ترامب كلٌ بطريقته الخاصة، فإن إسرائيل لا تستطيع أن تُقرر سياساتها الحربية منفردةً. بل أصبحت أكثر اعتمادًا على المساعدات الأمريكية من أي وقت مضى منذ حرب يوم الغفران".

القوة الناعمة

وعلى مستوى القوة الناعمة، ترى الصحيفة أن "نتنياهو يعتقد أن الأصدقاء الوحيدين الذين تحتاجهم إسرائيل هم من يشغلون المكتب البيضاوي وينتمون إلى الحزب الجمهوري، لكن كدولة صغيرة تعتمد على التجارة العالمية والاستثمار والأسلحة المستوردة، بل وحتى المساعدة في الدفاعات الجوية، فإن إسرائيل بحاجة إلى أصدقاء أكثر بكثير".

وتعاني إسرائيل رأيًا عامًا مناهضًا في الولايات المتحدة وأوروبا، الأمر الذي بدأ يظهر تأثيره في فرض الحكومات حظرًا ومقاطعةً على الأسلحة الإسرائيلية، والتهديدات بتخفيض مستوى العلاقات، في حين أن مزاعم إسرائيل حول خوضها معركة لإنقاذ الغرب لا تلقى آذانًا صاغية، لا سيما في ظلّ القتل والتجويع في غزة، والتصريحات الفظة لوزراء الحكومة.