الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الإسرائيليون يشترون عقارات وأراضي.. تخوفات في قبرص من "مصير فلسطين"

  • مشاركة :
post-title
تحذيرات من تملك إسرائيليين عقارات وأراض بقبرص

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع التوترات العسكرية الأخيرة متعددة الجبهات التي شهدتها إسرائيل، هبَّت عاصفة غير مسبوقة في الخطاب السياسي لجزيرة قبرص، وسط تحذيرات مسؤولين حزبيين من خطر "استيلاء" اليهود على أراضي الجزيرة مع زيادة موجة شراء العقارات من قبل إسرائيليين في أنحاء متفرقة منها.

ويرى بعض السياسيين القبارصة أن هذه الموجة لا تقتصر على استثمار اقتصادي تقليدي، بل تمثل تهديدًا للسيادة الوطنية ومصدر قلق إستراتيجي متنامٍ، فيما اعتبروه استحواذًا ممنهجًا على أراضٍ قرب بنى تحتية حيوية، مع مؤشرات على تشكيل تجمعات سكنية مغلقة ومؤسسات دينية وتعليمية ذات طابع يهودي في قلب المجتمع القبرصي.

تحذيرات حزب "أكيل"

خلال مؤتمر حزب "أكيل" اليساري، حذر الأمين العام الحزب ستيفانوس ستيفانو من "استحواذ غير منضبط" للعقارات من قبل الإسرائيليين قرب البنى الحيوية، مضيفا أنها "جزء من خطة صهيونية" لبناء مجتمعات مسوّرة ومدارس ومعابد يهودية، محذرًا من أن قبرص قد تضيع من أهلها إن لم تُتخذ إجراءات فورية.

ونفى كونه معاديًا للأجانب، وقال إن مصدر قلقه هو فقدان سيادة الأرض كما حدث "عندما استولى اليهود على فلسطين" .

الأمين العام لحزب "أكيل" اليساري ستيفانوس ستيفانو
حملة على "تيك توك"

انتشرت مؤخرًا فيديوهات على "تيك توك" ومنصات أخرى يظهر فيها "يهودي متشدّد" يقول إن إسرائيلين يشترون العقارات لأن "الله وعدهم قبرص"، إضافة إلى مقاطع ساخرة تدعو "للعصيان" ضدهم، بينما يُستخدم تراث موسيقي يهودي مثل "هافا ناجيلا" .

في إطار الحملة، نشر فيديو يسأل فيه صحفي أحد "حريديم إسرائيل" لماذا تسرقون منازلنا، فيجيب: "إن لم نسرقها، فسيسرقها غيرنا"، وفي فيديو آخر، يقول الحريدي، وهو يرتدي الطاليت اليهودي: "وُعِدنا بقبرص قبل 3500 عام وأخيرًا عدت إلى الوطن".

وإضافة إلى هذه الحملة، هناك خطاب آخر ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد أن الإسرائيليين يسعون وراء شراء العقارات في قبرص، وأن شراء منزل لأي قبرصي ولأطفاله أصبح صعبًا لأن "الإسرائيليين يشترون كل شيء"، وفق "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وفقًا للأرقام الرسمية، يعيش في قبرص نحو 2500 إسرائيلي، والكثير منهم يدخلون الجزيرة بجوازات سفر أوروبية، لذا تشير التقديرات إلى أن العدد يتراوح بين 12 و15 ألفًا.

رد السفير الإسرائيلي

وجاء رد السفير الإسرائيلي في قبرص أورين أنوليج ببيان أدان فيه ما وصفه بـ"الخطاب المعادي للسامية المتخفي وراء القلق السياسي"، محذّرًا من أنه يعيد إلى الأذهان "أنماط مظلمة من أوروبا" مثل الاتهامات الجماعية والخطاب التآمري، مشددًا على التحذير من أي محاولات للشيطنة العرقية، مؤكدًا أن قبرص بلد ليبرالي يحترم حرية العبادة والاستثمار للجميع .

وأكد السفير الإسرائيلي أن العلاقة بين إسرائيل وقبرص متينة ومبنية على قيم ديمقراطية مشتركة وحرية، مشدّدًا على أن التحيّز والكراهية يشكّلان تهديدًا حقيقيًا لتلك العلاقة، 

وقال: "ليس لدينا ترف الصمت" حيال مثل هذه الظواهر، مطالبًا برفض أي خطاب يحض على الكراهية أو يفصح عن تحامل ضد الجماعات الدينية.