الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نشرها في 2022.. خطة "زامير" لمواجهة إيران بضرب المركز وإضعاف الوكلاء

  • مشاركة :
post-title
إيال زامير، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي

القاهرة الإخبارية - نادر عيسى

في دراسة نشرت في مايو 2022، قدم الجنرال إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حاليًا، والذي كان يشغل وقتها نائب رئيس الأركان، رؤية شاملة لما يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل فعله لكبح جماح إيران في الشرق الأوسط، وإضعاف نظامها، تحت عنوان "الاستراتيجية الإقليمية لمواجهة إيران.. نهج شامل وطويل الأمد".

ونشر هذه الدراسة "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، والذي يصف نفسه على موقعه الرسمي باللغة العربية أنه "أكبر معهد بحثي مخصص حصريًا لدراسات الشرق الأوسط".

وقدم اللواء احتياط إيال زامير، النائب السابق لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي - وقت نشر الدراسة- رؤيته لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، ركز فيها على أدوات الضغط العسكري والتفوق التكتيكي، داعيًا لتشكيل تحالف دولي وإقليمي تقوده الولايات المتحدة.

وقال زامير إن المنطقة تعيش صراعًا طويل الأمد، ستحدد نتائجه مستقبل الشرق الأوسط، مؤكداً أن إيران، تحت نظامها الحالي، تسعى للهيمنة الإقليمية وتعمل كـ"قوة هجومية" عبر حرسها الثوري ووكلائها، مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحماس في غزة.

ضرب "المركز" لا الوكلاء فقط

واحدة من أكثر عناصر الخطة التي تحدث عنها إيال زامير طموحًا هي اعتماد مبدأ "الردع المباشر المرن" ضد إيران نفسها، وليس فقط وكلائها.

زامير يقول إن إيران تعتمد على نظرية "التحصّن خلف الوكلاء"، وإن الوقت قد حان لكسر هذه القاعدة عبر ضرب أهداف عسكرية واقتصادية داخل الأراضي الإيرانية ردًا على أي هجمات.

ويضيف: "يجب أن تفهم إيران أن قواعد اللعبة لا تكتبها وحدها، وأن أي نيران ترسلها خارج حدودها ستعود لتحرق عباءة قادتها".

وأشار إلى أن استهداف محدود للبنية التحتية النفطية أو العسكرية، كالموانئ والمطارات، كفيل بشل قدرة النظام الإيراني دون الحاجة لحرب شاملة.

الحملة العسكرية الرمادية

في جوهر الرؤية الإسرائيلية التي قدّمها زامير، توجد "الحرب الرمادية" — أي العمليات العسكرية غير المُعلنة أو ذات الأهداف المنخفضة، التي تنفذها إسرائيل بالفعل داخل سوريا، وتخطط لتوسيعها على مستوى إقليمي، مثلما حدث في "عملية البيجر" التي استهدفت عناصر حزب الله اللبناني.

وصف زامير هذه الحرب بأنها: "حملة مستمرة بين الحروب، تهدف لإضعاف إيران ووكلائها دون الوصول إلى مواجهة شاملة عبر عمليات سرية، ضربات دقيقة، وهجمات إلكترونية، بالتنسيق مع الشركاء".

ويشمل هذا النوع من العمليات استهداف شحنات الأسلحة، قادة ميدانيين في الميليشيات، مراكز تصنيع الطائرات المسيّرة، ومستودعات الصواريخ الدقيقة، إلى جانب عمليات سيبرانية تعيق أنظمة القيادة والسيطرة الإيرانية.

لبنان في الواجهة

في لبنان، دعت الدراسة إلى ربط أي مساعدات اقتصادية أو إنسانية دولية بشرط تقليص نفوذ حزب الله، وحرمانه من تطوير صواريخه الدقيقة، وعزله سياسيًا واقتصاديًا.

ويذهب زامير إلى أبعد من ذلك، بدعوته إلى دعم التنظيمات المعارضة لحزب الله و"تجفيف موارده"، وفي حال وقوع تصعيد عسكري مع إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي يجب أن "يستخدم قوته القصوى لإلحاق ضرر استراتيجي طويل الأمد بقدرات حزب الله العسكرية".

كسب العقول قبل الاشتباك

في جانب آخر، أشارت الدراسة إلى أهمية الحرب الأيديولوجية ضد المشروع الإيراني، ووصفها زامير بأنها "الركيزة الأولى للحملة الشاملة".

واقترحت حملة "زامير" استهداف "الشيعة العرب" أنفسهم، داخل لبنان والعراق وحتى داخل إيران، برسائل إعلامية تفضح قمع النظام، وتعرض بدائل ديمقراطية أو عربية قومية.

التموضع العسكري الإقليمي

أحد المفاتيح التي تركّز عليها خطة إيال زامير هو توسيع الشراكات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة، خاصة بعد انتقال إسرائيل إلى مظلة القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

وترى الدراسة في ذلك فرصة لبناء تحالف دفاعي حقيقي مستقبلاً، ضد تهديدات الصواريخ والطائرات المسيّرة.

وتقترح الدراسة تطوير آليات دفاع مشتركة، مثل: "نظام إنذار مبكر للصواريخ، شبكة سيبرانية موحدة، وحدات تدخل سريع مشتركة، قادرة على التصدي لهجمات مفاجئة".

تفكيك منظومة الوكلاء

في اليمن، ترى الخطة ضرورة استعادة الردع تجاه الحوثيين، مع استمرار الضربات الجوية الدقيقة ضد البنية العسكرية، ومنع تهريب التكنولوجيا من إيران.

أما في العراق، دعت دراسة "زامير" إلى نزع سلاح الميليشيات الموالية لطهران، عبر ضغوط أمريكية واقتصادية.

وفي سوريا، تركز الخطة على منع التموضع الإيراني الكامل، عبر استمرار الضربات الجوية على منشآت الحرس الثوري ومخازن الأسلحة على الحدود مع العراق ولبنان، وحتى إسقاط النظام إن لزم الأمر – الدراسة والخطة تم نشرها في 2022.

فرصة استراتيجية لا تُعوّض

يختم زامير دراسته بالقول إن إيران تشهد تصدعات داخلية حقيقية—أزمة اقتصادية خانقة، تركيبة إثنية مضطربة، انخفاض في معدل الولادة، وازدياد الضغوط الاجتماعية.

ويضيف: "الحرس الثوري قوة كبيرة لكنها مرهقة، والنظام الإيراني هش أكثر مما يبدو. إذا تحرك التحالف الإقليمي اليوم، فإن فرص النجاح عالية".

ويؤكد أن الولايات المتحدة لا تزال اللاعب المحوري، ودون قيادتها الفعلية لهذا التحالف العسكري والسياسي، ستستمر إيران في التمدد مستفيدة من التردد الغربي والانقسامات العربية.

كما يرى إيال زامير إن السعي الإيراني نحو السلاح النووي هو عنصر أساسي لضمان النظام وجوده لأنه من دون هذا المشروع سيبدأ في التصدع بسبب الأزمات الداخلية التي تكبر يومًا بعد يوم.