خلال جلسة أسئلة رئيس الوزراء في البرلمان البريطاني، اليوم الأربعاء، شوهدت وزيرة الخزانة راشيل ريفز وهي تبكي، وذلك "في لحظة استثنائية" حسب تعبير صحيفة "دايلي ميل"، عندما طالبت زعيمة المحافظين كيمي بادينوك من رئيس الوزراء كير ستارمر تأكيد بقائها في منصبه، فرفض، وأشار إلى فترة ولايتها بصيغة الماضي.
ووفق الصحيفة، شوهدت "ريفز" وهي تطمئن على شقيقتها إيلي -وهي أيضًا وزيرة في حزب العمال- لدى مغادرتها القاعة، رغم أن ستارمر لم يتحدث إليها.
لاحقًا، أصرّ المتحدث باسم ريفز على أن الأمر "مسألة شخصية"، بينما أفادت رئاسة الوزراء البريطانية بأن المستشارة "لن تغادر منصبها"، وأنها لم تستقل، و"تحتفظ بالدعم الكامل من السير كير".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد مرور عام واحد فقط على انتصاره الساحق في الانتخابات، أصبحت سلطة ستارمر "في حالة يرثى لها بعد استسلامه الاستثنائي لتجنب الهزيمة على أيدي المتمردين من حزب العمال".
درع بشرية
خلال جلسة رئيس الوزراء في البرلمان، قالت بادينوك إن ستارمر ارتكب "خطأً تلو الآخر"، مسلطةً الضوء على تقلبات في مواقفه بشأن عصابات التهريب وبدل الوقود الشتوي. كما أشارت إلى ريفز -التي بدت عليها علامات الانزعاج- وهي تجلس بجانب رئيس الوزراء، قائلةً إنها بدت "بائسة" وإنها تُستغل "كدرع بشرية".
وتلفت "دايلي ميل" إلى أنه في الليلة السابقة، قام ستارمر بتمزيق إصلاحاته الخاصة بالمزايا، التي كان من المقرر أن تؤدي إلى خفض التكاليف المتصاعدة بمقدار 5 مليارات جنيه إسترليني سنويًا بحلول نهاية البرلمان، لكنها الآن ستزيد الإنفاق بمقدار 100 مليون جنيه إسترليني.
تضيف: "تزيد هذه الخطوة من بؤس ريفز، التي كانت تكافح بالفعل من أجل سد الثقب الأسود في المالية العامة، الذي قد يصل إلى عشرات المليارات من الجنيهات".
مع هذا، أصرت ريفز على التزام حزب العمال بتعهداته الواردة في بيانه الانتخابي بعدم زيادة ضريبة الدخل، أو التأمين الوطني للموظفين، أو ضريبة القيمة المضافة. وكانت قد أصرت على أنها لن تخرق قواعدها المالية الصارمة.
تمرد العمال
بعد وقت قصير من عودته من قمة حلف شمال الأطلسي، جلس كير ستارمر مع اثنين من كبار مساعديه لتقييم الوضع فيما يتعلق بمشروع قانون الرعاية الاجتماعية.
قيل له إن نواب حزب العمال كانوا على وشك التمرد العلني. فاعترف قائلًا: "اللوم عليّ، لم أُركز بما فيه الكفاية على كل هذا. عليّ أن أُمسك به".
ووفق الصحيفة، ساد الصمت بعد قوله، إلى أن قال أحدهما: "قد تظن ذلك، لكن لا يجب أن تُخبر أحدًا بذلك. أنت رئيس الوزراء. لا يُمكنك الاعتراف بالضعف هكذا".
بعد يومين، ظهر ستارمر على الصفحات الأولى لصحف الأحد في بريطانيا، قائلًا: "كنتُ منشغلًا للغاية بما يحدث مع حلف الناتو والشرق الأوسط طوال عطلة نهاية الأسبوع. ركزتُ كل اهتمامي عليه (مشروع قانون الرعاية الاجتماعية) عندما عدتُ مساء الأربعاء. ومن الواضح أننا كنا منشغلين خلال الجزء الأول من هذا الأسبوع بضمان نجاح حلف الناتو".
تقول الصحيفة: "اليوم، يحاول الناس استيعاب كيف استطاع رئيس وزراء، بأغلبية 170 صوتًا، ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لأحد أبرز انتصاراته الانتخابية، أن يُقدم على الانتحار الأكثر دراماتيكيةً وإذلالًا في تاريخ البرلمان الحديث".
تضيف: "كير ستارمر هو أكثر من شغل منصبه عجزًا وضعفًا وسذاجةً سياسيًا في الذاكرة الحية".