الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خسائر فادحة على الأرض.. الألغام أمل الأوكرانيين لوقف الزحف الروسي

  • مشاركة :
post-title
منطقة أوكرانية ملغمة بالكامل لمنع التقدم الروسي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن سعى أوكرانيا للخروج من المعاهدة الدولية الكبرى المتعلقة بحظر استخدام الألغام الأرضية أثناء الحروب، نابعًا من منطلق المعاملة بالمثل وأن روسيا تستخدمها، ولكن الوضع على الأرض، واستمرار تفوق الجيش الروسي، جعل استخدام تلك المتفجرات أداة لا غنى عنها بالنسبة لكييف.

ويميل ميزان القوى البشرية في الحرب الحالية لصالح روسيا، رغم خسائرها الكبيرة، التي تبلغ 100 جندي لكل كيلومتر مربع، إذ يستطيع الرئيس الروسي تجنيد 60 ألف متطوع شهريًا للخدمة في الجيش، ولكن في المقابل، تعاني ألوية الجيش الأوكراني نقصًا حادًا في العدد.

أسوأ هجمات

وخلال الشهرين الماضيين، بحسب معهد دراسات الحرب الأمريكي، شهدت أوكرانيا أسوأ هجمات دموية وغارات جوية وخسارة كبيرة للأرض، منذ بداية الحرب عام 2022، حيث يشن الجيش الروسي هجمات ضخمة دفعة واحدة، ويبني ما يُسمى "منطقة عازلة أمنية" على طول الحدود مع أوكرانيا.

وتسعى روسيا لتحقيق أهدافها، والسيطرة على ماتبقى من مناطق لوجانسك ودونيتسك وخاركيف وسومي ودونباس، حيث نفذت خلال الـ 28 ساعة الماضية، هجمات مختلفة في عدة مناطق على طول الجبهة القتالية، وهو الجهد الذي أكد الخبراء أنه سيتواصل خلال الفترة المقبلة دون تردد.

لغم أرضي
تدهور الوضع

وأمام تلك الجحافل الروسية التي لا تتوقف، جاءت الخطوة الأوكرانية، بمرسوم من زيلينسكي بالانسحاب من اتفاقية أوتاوا، الموقعة عام 1997، وانضمت إليها أكثر من 160 دولة، وتحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام الأرضية المضادة للأفراد، في محاولة لحماية المدنيين من المتفجرات المنتشرة، التي قد تؤذيهم لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع.

ولم يظهر احتياج أوكرانيا لاستخدام مثل تلك المتفجرات المحظورة عالميًا بين عشية وضحاها، بل رصد الجيش الأمريكي في أواخر عهد بايدن، تدهور الوضع على خطوط المواجهة، وأعلنوا تزويد أوكرانيا بتلك الألغام بصورة عاجلة، وصرح وزير الدفاع الأمريكي وقتها بأن الهدف من ذلك هو مساعدة كييف على عرقلة التقدم الروسي.

حركة العدو

وتُستخدم الألغام المضادة للأفراد في الحروب لشلّ حركة العدو أو قتله، وهي عبارة عن أجهزة متفجرة يمكن تفجيرها بضغطة خفيفة، وعادةً ما تُدفن أو تُخفى في الأرض، وتنتشر بالفعل في جميع أنحاء ساحة المعركة في أوكرانيا، والتي كثيرا ما تسببت في فقدان الجنود والمدنيون من الجانبين أقدامهم أو أطرافهم جراء انفجارها.

خريطة توضح سير العمليات على طول جبهة الحرب

وأكد خبراء عسكريون وسياسيون، بحسب صحيفة كييف اندبندنت، أن الألغام المضادة للأفراد، تُساعد أوكرانيا على إلحاق خسائر فادحة بالقوات الروسية المتقدمة من بعيد، وأنها بالفعل يتم استخدامها في القتال رغم المعاهدة، وصعّبت على القوات الروسية الاقتراب، وخاصةً من المواقع المحمية جيدًا، ولكن الحاجة إليها اشتدت ليكون استخدامها أمام الناس وليس في الخفاء.

الالتزامات الدولية

وسيسمح خروج أوكرانيا من معاهدة حظر الألغام الأرضية، في إعفائها من الالتزامات الدولية التي تعهدت بها، ويمكنها من البدء في انتاجها على أراضيها، بل واستيرادها من مختلف دول العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، مما يزيد من التحصينات بجانب الحواجز الهندسية.

أنواع مختلفة من الألغام الأرضية

و يرى المحللون أن أوكرانيا ليس لديها خيار سوى زرع الألغام المضادة للأفراد في أراضيها، حيث بات من الصعب إيقاف روسيا بأي طريقة مختلفة، ووصفوا الأمر بأنه أداة دفاعية بحتة و خطيرة على الجميع، ولكنها ضرورية في نفس الوقت بالنسبة لأوكرانيا في الوقت الحالي، لمساعدتها على التغلب على القوة البشرية الروسية الضخمة.

حرب أوسع

وتواجه القوات الروسية صعوبة بالفعل، وفقا لمعهد دراسات الحرب، في شن هجوم في بعض مناطق منطقة دونيتسك، على الرغم من الاستخدام المكثف للقوات، وذلك بفضل الألغام الأرضية، بما في ذلك الألغام المضادة للأفراد التي يتم إطلاقها من مسافة بعيدة من جانب وحدات المدفعية.

يذكر أن أوكرانيا لم تكن الدولة الوحيدة التي سعت للخروج من المعاهدة، بل سبقتها دول البلطيق وبولندا، الذي أعلنوا عن نيتهم الانسحاب من اتفاقية أوتاوا، وهي الخطوة التي وصفها المراقبون تحول كبير في سياسة الدفاع الأوروبية، التي تظهر كيفية استعدادت جيران روسيا لحرب محتملة أوسع.