جدد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، أمس الاثنين، انتقاده الحاد لنسخة مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق المطروحة في مجلس الشيوخ، معتبرًا أن هذا الأمر يبرز الحاجة إلى تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة.
وكتب ماسك على منصة "إكس": "من الواضح أننا نعيش في بلد بحزب سياسي واحد – حزب بوركي بيج (الخنزير السمين)!! حان الوقت لتأسيس حزب سياسي جديد يهتم فعليًا بالشعب".
أزمة الديون
وجه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا انتقادًا حادًا لما وصفه بـ"الإنفاق الجنوني" في مشروع القانون، خاصة البند الذي يرفع سقف الدين العام بمقدار 5 تريليونات دولار.
واعتبر ماسك أن "من صوت لزيادة الدين بعد وعود بتقليص الإنفاق يجب أن يشعر بالخزي"، متهمًا أعضاء في الكونجرس بـ"التناقض" بعد أن وعدوا خلال حملاتهم الانتخابية بتقليص الإنفاق الحكومي، ثم صوتوا لاحقًا لصالح ما وصفه بأنه "أكبر زيادة في الدين العام في التاريخ".
وأضاف ماسك: "سوف يخسرون الانتخابات التمهيدية العام المقبل، حتى لو كان ذلك آخر ما أفعله في هذه الحياة".
وقد أعرب ماسك مرارًا عن إحباطه مما يراه "لا مبالاة" من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري تجاه تصاعد الديون الحكومية.
تمكن مجلس الشيوخ بفارق ضئيل من دفع مشروع القانون عبر تصويت إجرائي يوم السبت الماضي، حيث صوت الأعضاء بأغلبية 51 مقابل 49 صوتًا لفتح النقاش بشأن مشروع القانون الضخم المكون من 940 صفحة.
وقد أشاد ترامب بالتصويت عبر منصات التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بأنه "انتصار عظيم" لمشروع قانونه الذي حمل اسم "العظيم والكبير والجميل".
ويرغب الرئيس الأمريكي في إقرار مشروع القانون قبل عطلة عيد الاستقلال في الرابع من يوليو المقبل، على الرغم من أن هذا الموعد النهائي اختياري، لكن المشرعين سيواجهون موعدًا نهائيًا أكثر خطورة في وقت لاحق من هذا الصيف عندما يتعين عليهم رفع سقف الدين الذي حددته البلاد لنفسها، أو المخاطرة بالتخلف عن سداد ديون بقيمة 36.2 تريليون دولار، وهو ما ستكون له تبعات خطيرة.
وأفاد مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي يوم الأحد أن نسخة مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب ستضيف 3.3 تريليون دولار إلى ديون البلاد، أي أكثر بنحو 800 مليار دولار من النسخة التي أقرها مجلس النواب الشهر الماضي.
وقد أصدر المكتب غير الحزبي تقديره لتأثير مشروع القانون على الدين الاتحادي بينما يحاول الجمهوريون في مجلس الشيوخ المضي قدمًا بالتشريع في جلسة ماراثونية.
خلاف علني
في وقت سابق من هذا الشهر، دخل ماسك في خلاف علني مع ترامب بشأن مشروع القانون، قبل أن يتراجع لاحقًا عن موقفه، وقد أدت هذه المواجهة العلنية إلى تقلبات كبيرة في أسهم شركة تسلا، حيث شهدت الأسهم تراجعًا حادًا محا ما يقرب من 150 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، قبل أن تستعيد جزءًا من خسائرها لاحقًا.
وتسلط هذه الأزمة الضوء على تصاعد التوترات بين الإدارة الأمريكية وعدد من أبرز رجال الأعمال بشأن أولويات السياسات المالية.