الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اخرج من مدينتنا.. "البندقية" تحتج على زفاف بيزوس "الزهيد"

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات النشطاء ضد زفاف بيزوس

القاهرة الإخبارية - قسم التقارير الخارجية

شهدت مدينة البندقية الإيطالية، أمس السبت، تظاهرات حاشدة احتجاجًا على حفل زفاف الملياردير الأمريكي جيف بيزوس وخطيبته الإعلامية لورين سانشيز، اللذَين أقاما مراسم الزواج الفاخرة في المدينة يوم الجمعة. وتجمع مئات المحتجين في إحدى محطات القطار المركزية، رافعين شعارات غاضبة ومنددة بحضور بيزوس للمدينة.

بيزوس.. اخرج

هتف المتظاهرون: "بيزوس، اخرج من بحيرتنا!"، مستخدمين عبارات غاضبة باللغة الإيطالية، كما حمل أحدهم لافتة على طراز شخصية "شريك" الشهيرة، كُتب عليها "اخرج من بحيرتنا" - يقصدون مدينتنا- تتوسطها أذنا "شريك".

وفي كلمة لها عبر مكبّر الصوت، قالت إحدى المتظاهرات: "بيزوس يسير جنبًا إلى جنب مع ترامب، الذي يضخّ الأموال في الحروب.. نحن مع السلام". بينما أشار ناشط نمساوي يُدعى هانز بيتر مارتن لقناة CNN: "بيزوس يمتلك قوة هائلة، وهو يستغل هذه المدينة لاستعراض ثروته.. لذا فهو غير مرحّب به هنا".

غضب النشطاء

رغم أن الزفاف ضخّ أموالًا كبيرة في اقتصاد المدينة –قدّرت وزارة السياحة الإيطالية أن العرس الذي استمر ثلاثة أيام رفع العائدات السياحية بنسبة تقارب 68%– إلا أن سكان المدينة والمتظاهرين اعتبروا الأمر استعراضًا صارخًا للثروة في مدينة تُعاني مشكلات حقيقية.

ورغم تبرع بيزوس وسانشيز بمبلغ مليون يورو لكل من ثلاث مؤسسات ثقافية محلية (بإجمالي 3 ملايين يورو) رفضت الناشطة صوفيا داماتو (22 عامًا) وصف هذا التبرع بالكرم، قائلة: "تبرع بعد اعتراضنا.. هذا المبلغ تافه بالنسبة لثروته".. "نحن لا نحسد ثروته، بل نحسد وقعها على وجوهنا"

قالت داماتو أيضًا: "لسنا حسودين لأنه يملك كل هذا المال، أو لأنه من أقوى الرجال في العالم.. نحن نحسد فقط عندما تضربنا ثروته في وجوهنا".

عمال أمازون يحتجون

على جسر ريالتو الشهير، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "لا مكان لبيزوس"، وأخرى سخرية من ملابسه مثل "المال لا يشتري الذوق". كما رفع بعضهم صناديق أمازون كُتب عليها: "مرفوض"، و"ارحل".

إحدى العاملات في شركة أمازون انضمت إلى التظاهرة، قائلة: "نحن نكافح لدفع الإيجار. الكثير منا يقطع مسافات طويلة إلى المخازن. نتدبر أمرنا.. لكننا لا نرى هذه الملايين".

السلطات ترد: "سخافة"

لم تقف السلطات المحلية موقف الحياد، بل أصدرت بلدية البندقية بيانًا وصفت فيه المتظاهرين بـ"العبثيين" و"السخيفين"، وقالت: "الاحتجاج على زفاف أمر سخيف بحد ذاته، لكننا هنا تجاوزنا حدود المنطق. لقد غرقنا في فلكلور الرفض من أجل الرفض".

زفاف فاخر.. لكن "زهيد"

بلغت تكلفة الزفاف بين 47 و56 مليون دولار، وفقًا لتقديرات حكومة إقليم فينيتو، إلا أن هذا المبلغ لا يُمثل سوى نحو 0.02% من صافي ثروة بيزوس المقدّرة بـ244 مليار دولار، بحسب مؤشر "بلومبيرج" للمليارديرات.

بالمقارنة، يعادل هذا الإنفاق ما قد يدفعه المواطن الأمريكي العادي على حفل زفاف بسيط لا يتعدى 250 دولارًا، وفق بيانات تحليلية لمجلة Newsweek.

ويعكس هذا الفارق الكبير مدى اتساع الهوّة بين الأثرياء الفاحشي الثراء وعامة الناس، لا سيّما أن نصف الأمريكيين تقريبًا يتوقعون الدخول في ديون لتغطية تكاليف زفافهم.