تعتزم سلطات مدينة البندقية، فرض رسوم على المتنزهين لدخول المدينة الشاطئية، في ربيع العام المقبل، في مساعٍ للحد من التدفق السياحي الذي يهدد حقوق سكانها، وينذر بإدراجها على قوائم اليونسكو الخاصة بمواقع التراث المعرضة للخطر.
قال مجلس مدينة البندقية، اليوم الثلاثاء، إن المدينة الإيطالية، تعتزم فرض رسوم دخول بقيمة 5 يورو (حوالي 5.35 دولار) على زوار اليوم الواحد العام المقبل، في محاولة لتنظيم تدفق السياح الذين يتم جذبهم إلى قنواتها التاريخية.
تجربة لشهر
وبحسب مجلس المدينة، سيتم فرض الرسوم لمدة 30 يومًا على أساس تجريبي في العام المقبل، مع التركيز بشكل أساسي على عطلة الربيع وعطلات نهاية الأسبوع الصيفية عندما تكون أعداد السياحة في ذروتها.
وقالت السلطة المحلية في بيان، إنه سيتم إعفاء السكان والركاب والطلاب والأطفال دون سن 14 عامًا، وكذلك السياح الذين يقيمون في المدينة طوال الليل.
ونفى رئيس البلدية لويجي بروجنارو، مخاوف متداولة بشأن إغلاق المدينة، وقال في تصريحات صحيفة، أمس،"إن تنظيم التدفق السياحي في فترات معينة أمر ضروري، لكن هذا لا يعني إغلاق المدينة". "البندقية ستكون دائما مفتوحة للجميع".
والخطة لاتزال قيد الموافقة، إذ لا يزال يتعين الحصول على موافقة مجلس المدينة الأوسع، الذي يجتمع في 12 سبتمبر. حيث لا تزال العديد من التفاصيل غير واضحة، بما في ذلك عدد التذاكر التي ستكون متاحة.
ودفعت المخاوف من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى انخفاض خطير في عائدات السياحة، وتقييد حرية الحركة، إلى تأجيل خطة التذاكر مرارًا وتكرارًا.
حقوق سكان البندقية
وأكد سيمون فنتوريني، عضو مجلس السياحة في البندقية، أن الهدف من هذه الخطوة ليس كسب المال، إنما إيجاد "توازن جديد بين حقوق أولئك الذين يعيشون أو يدرسون أو يعملون في البندقية وأولئك الذين يزورون المدينة". وأضاف أن الرسوم ستغطي فقط تكلفة إدارة النظام.
ووفقًا لبيانات رسمية، قام حوالي 3.2 مليون سائح بزيارة البندقية، العام الماضي.
تحذير اليونسكو
وحذرت اليونسكو، في أحدث تقاريرها، في 31 يوليو هذا العام، من أن المدينة معرضة لخطر أضرار "لا يمكن إصلاحها" بسبب قضايا تتراوح بين أزمة المناخ والسياحة الجماعية، ودعت للحاجة إلى "إدارة سياحة أكثر استدامة" بالمدينة.
وستتم مناقشة التوصية بإضافة المدينة إلى قائمتها لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، المقررة في وقت لاحق من هذا الشهر.
جدير بالذكر أن منظمة الأمم المتحدة للثقافة، وضعت مدينة البندقية على قائمة التراث الخاصة بها في عام 1987 باعتبارها "تحفة معمارية غير عادية".