افتتحت مصر، اليوم السبت، أول مصنع لشركة BSH، المالكة للعلامة التجارية الألمانية الرائدة "Bosch" للأجهزة المنزلية، في مصر وإفريقيا.
وتتجاوز استثمارات المصنع 55 مليون يورو، ليمثل نقطة انطلاق إستراتيجية للمجموعة في السوق المصرية والمنطقة، وبداية لمرحلة فارقة في قطاع التصنيع الإفريقي.
حضر الافتتاح رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفي مدبولي، رفقة وفود رفيعة المستوى من الحكومة المصرية، وعدد من قيادات شركة BSH العالمية والمحلية، وسفير ألمانيا لدى القاهرة.
مصر.. بوابة "بوش" للأسواق الإقليمية
أعرب رئيس مجلس الوزراء المصري عن سعادته بافتتاح هذا الصرح الصناعي، مؤكدًا أن الحكومة اتخذت "إجراءات وتيسيرات كبيرة أسهمت في جذب كبريات الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الأجهزة المنزلية إلى السوق المصرية".
من جهته، أكد لويس ألفاريز، رئيس مجلس إدارة BSH في مصر والمغرب، أن اختيار مصر لإنشاء أول مصانع المجموعة في القارة الإفريقية ينبع من "رؤية إستراتيجية تؤمن بالإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الدولة المصرية؛ لتكون محور انطلاق رئيسيًا نحو الأسواق الإقليمية في القارة والمنطقة".
وأضاف أن مصر أصبحت "جزءًا رئيسيًا" من شبكة مصانع مجموعة BSH الأوروبية حول العالم، والتي تضم 39 مصنعًا وفروعًا في أكثر من 60 دولة.
وكشف "ألفاريز" أن المجموعة تستهدف تصدير منتجات المصنع من البوتاجازات مصرية الصنع إلى دول في أستراليا وكندا ودول أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى إفريقيا والشرق الأوسط، ما يؤكد المكانة الإستراتيجية للمصنع.
معايير عالمية وكفاءات مصرية
يقام المصنع في مدينة العاشر من رمضان على مساحة 80 ألف متر مربع، وتم تصميمه وتنفيذه وفقًا لأحدث المعايير والتقنيات الصارمة للاستدامة، مع تجهيزات متطورة للبنية التحتية.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع أكثر من 350 ألف جهاز سنويًا من أفران الطهي العاملة بالغاز (بوتاجازات)، المصنوعة بأيادٍ مصرية.
وأوضح أحمد رياض، المدير التنفيذي وعضو مجلس إدارة شركة BSH مصر، أن المصنع سيوفر نحو 1000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، وسيخصص 50% من الإنتاج للتصدير إلى الأسواق في إفريقيا والشرق الأوسط، ولافتًا إلى أن التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمصنع ممولة بالكامل من مجموعة BSH العالمية.
وأكد المهندس مراد جندي، مدير المصنع وعضو مجلس إدارة شركة BSH مصر، أن المصنع مصمم لتنفيذ جميع عمليات التصنيع، وليس مجرد تجميع منتج نهائي.
وأشار إلى أن BSH طبقت مفهومًا جديدًا للإنتاج في مصنع مصر لأول مرة عالميًا، يعتمد على كفاءة العمالة المحلية بنسبة 100% بدلًا من المستويات العالية من الأتمتة، وذلك بعد تحليل دقيق لمزايا الاستثمار في مصر، التي تعد سوقًا مليئة بالمزايا التنافسية بفضل موقعها المركزي، وتطور شبكة الموردين المحليين، وكفاءة القوى العاملة.
دعم حكومي وخطط توسع مستقبلية
وأشاد "مدبولي" بالعمل الاحترافي في المصنع، داعيًا إلى أهمية التوسع فيه خلال الفترة المقبلة، ومؤكدًا الدعم الحكومي الكامل لخطط التوسع المستقبلية، فيما أكد مسئولو BSH بالفعل وجود خطة مستقبلية للتوسع سيتم عرضها قريبًا على رئيس الوزراء.
وفي تصريحات تليفزيونية عقب الافتتاح، وجه رئيس الوزراء المصري التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري بمناسبة قرب ذكرى ثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن "ما يحدث اليوم هو ثمار جهد كبير للغاية قامت به الحكومة المصرية بمتابعة يومية ودعم من الرئيس السيسي لنهضة الصناعة في مصر".
وأضاف مدبولي أن مصنع BSH هو الصرح الثالث الذي يتم افتتاحه في قطاع الأجهزة المنزلية، بعد مصنعي "هاير" الصينية و"بيكو" التركية، ما يؤكد تحول مصر إلى "مركز حقيقي للصناعة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا".
وأشار إلى أن حجم المكون المحلي للمنتج يصل حاليًا إلى نحو 50%، وسيصل إلى أكثر من 70% خلال العامين المقبلين، وأن الشركة تدرس إدخال منتجات جديدة لتكون مصر مركزًا إقليميًا لمنتجات الشركة العالمية.