صعد الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجديد، إلى دائرة أقرب مستشاري الرئيس دونالد ترامب خلال أقل من أسبوع بعد نجاح العملية العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في 21 يونيو، وفي هذا الصدد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن تسعة مسؤولين أمريكيين أن "كين" نال إعجاب ترامب بعد أن أوضح كيفية حماية الطيارين الأمريكيين من الانتقام الإيراني.
من غرفة العمليات إلى ثقة ترامب
في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، أخرج "كين" خريطة وشرح كيف يمكن ضرب المنشآت النووية الإيرانية مع حماية الطيارين، وبحسب "وول ستريت جورنال"، وجدت ثقة كين صداها لدى ترامب، خاصة أن مستشاريه العسكريين السابقين كانوا عقبات أمام أهدافه.
كان كين حاضرًا في البيت الأبيض يوميًا قبل وبعد الضربة، وأثناء عملية ليلة السبت كان ترامب يتوجه إليه بشكل متكرر، فيما سرد الجنرال الهجوم لحظة بلحظة عارضًا الخرائط.
أكد "كين" لمسؤولي البيت الأبيض أن الإيرانيين "لم يروهم قادمين"، وأجاب على أكثر الأسئلة من أي مسؤول آخر.
شهادات المسؤولين وإعجاب الرئيس
أشاد نائب الرئيس جي دي فانس بـ"كين"، لـ"وول ستريت جورنال"، قائلًا: "الجنرال كين موجه نحو التفاصيل ويركز على تنفيذ الأهداف العسكرية للرئيس ترامب، ساعد في الإشراف على ضربات جوية دقيقة أسفرت عن صفر إصابات أمريكية وتدمير القدرات النووية الإيرانية".
أيضًا، أشاد ترامب به أمام الصحفيين قائلًا: "الجنرال (رازين) كين كان رائعًا"، مستخدمًا لقبه في سلاح الجو.
ووفقًا لمسؤول في البيت الأبيض، أحب ترامب الجنرال لأنه "موجز" ويجيب على أسئلته بسرعة دون زخرفة، مضيفًا: "لا يطيل الكلام.. إنه يصل إلى النقطة مباشرة".
الجذور التاريخية من لقاء العراق 2018
بدأت قصة صعود كين في قاعدة جوية بغرب العراق عام 2018، عندما كان نائب قائد مكون العمليات الخاصة لهزيمة داعش وساعد في إحاطة ترامب، وقال مسؤول عسكري سابق مطلع على الاجتماع: "أُعجب بالجنرال كين وبأسلوبه المباشر في الإجابة".
في جمع تبرعات 2024، تذكر ترامب لقاء كين، إذ أخبره قادة عسكريون آخرون أنه لا يمكن هزيمة داعش بسرعة، لكن كين قال إنه "يمكنه أن يوجه لهم ضربة قاضية"، بحسب تسجيل صوتي راجعته "وول ستريت جورنال".
المسيرة العسكرية والتحديات السياسية
قضى كين مسيرته كطيار مقاتل على إف-16 في الحرس الوطني الجوي مع انتشارات في الشرق الأوسط، إذ كان بقاعدة أندروز في 11 سبتمبر 2001 عندما استُدعيت وحدته لحماية أجواء واشنطن، كما عمل لاحقًا على تكتيكات العمليات الخاصة للطائرات الشبحية وبرامج سرية في البنتاجون والمخابرات المركزية.
تقاعد عام 2024 برتبة ثلاث نجوم، وأعادته رئيسة الأركان سوزي وايلز للخدمة وترشيحه لمنصبه الحالي، وأكد مجلس الشيوخ تعيينه بأصوات 60 مقابل 25، ليصبح أول ضابط متقاعد وأول جنرال غير رباعي النجوم يشغل منصب كبير الضباط العسكريين.
التوازن بين السياسة والاحتراف
واجه كين اتهامات بالقرب المفرط من ترامب قبل توليه المنصب، وفي جلسة بمجلس الشيوخ، نفى قصة ترامب حول ارتدائه قبعة "ماجا" وقوله "سأقتل من أجلك"، مؤكدًا: "لم أرتد أبدًا أي بضائع سياسية".
أكد جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، أنه لم ير كين يرتدي قبعة "ماجا" أو يقول شيئًا سياسيًا، واصفًا إياه بـ"الجنرال النموذجي غير السياسي".
في المؤتمر الصحفي بعد الضربات الإيرانية، بينما بالغ وزير الدفاع هيجسيث في مدح ترامب، قدم كين سردًا دقيقًا ومتوازنًا للعملية، قائلًا إن المنشآت النووية "تعرضت لأضرار شديدة" دون ذكر ترامب مرة واحدة.
وعندما سُئل عن تعرضه لضغوط لتعديل تقييماته لتناسب أجندة سياسية، أجاب بحسم: "لا، لم أتعرض لذلك، ولن أفعل".
يواجه كين تحدي التوازن بين كونه عضوًا في الدائرة الداخلية لترامب ومستشارًا عسكريًا غير سياسي، في ظل تجربة سلفه الجنرال مارك ميلي الذي اقترح ترامب إعدامه واضطر بايدن لإصدار عفو عنه.